كان العهد التى عاهدت به النساء أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم عند إسلامهن معروفا وقد ورد فى القرأن الكريم {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَىٰ أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ ۙ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (12)} [الممتحنة] وكان هذا العهد لجميع نساء المسلمات ، وأوصى الله تعالى المؤمنين والمؤمنات بغض البصر وخص النساء لانهن العِرض والأمانة … بأنها لاتخصع بالقول حتى لايطمع فيها من فى قلبه مرض ، يقول تعالى : ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ، إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا (32 – الأحزاب )
ولنا فى قصص أمهات المؤمنين والصحابيات والصالحات مايجعلنا أن نتخذهن قدوة .
تساؤل .. لماذا أكتب ها الكلام ؟ الإجابة .. لأنى باحثة إسلامية أرى .. وأشاهد .. وأتابع الظواهر السلبية والتى تكون أبعد كل البعد عن الدين أولا وعن عاداتنا ثانيا ، وأهتم بالظواهر التى تخص المرأة بصفة خاصة .
الظاهرة الأولى التى كتبت عنها قبلا مايُسمى بالزواج العرفي (1) وانتشاره مثل الوباء
والظاهرة الثانية هى ادعاء بعض الرجال انهم يشجعون على تعدد الزوجات اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم (2) وأيضا بالتحايل والتلصص ينتهي الحوار إلى هذا العرفى .
الظاهرة الثالثة ضرب امرأتين ببعضهما البعض للوصول لامرأة منهن توافق على هذا العرفي ، امرأة تتنازل عن كل شئ من أجل رجل نرجسيا يطوع الدين لأغراضه حتى يحقق نزوة .
وللأسف تقع بعض النساء فريسة لهذا الأفاق الذي يتباهى بأنه مثل هارون الرشيد بين جواريه … لا ياسيدى الفاضل هارون الرشيد أبعد ما يكون عنك .. فهو خليفة مؤمن صلح إسلامه ، وكان حاكما عادلا وصاحب انتصارات .. ماذا فعلت أنت ؟!
سيدتي .. وأختي .. وابنتي … وصديقتي … أنا ألومك أنتِ لا ألوم مثل هذا الرجل
وأُعيد تساؤلاتي … لماا تتنازلين عن كرامتك ؟! … كيف تهون عليكِ نفسك ؟! … كيف استهنتِ بدينك وربك ؟!
من أجل ماذا ! من أجل رجلا لايعرف من الرجولة إلا اسمه فقط ؟ هل فى تركه تخشين أنهم يقولون أنه غدر بكِ ؟! .. يقولون ما يقولون … فهذه نصرة من الله تعالى للبعد عن مايخسرك دينك ودنياكى وكرامتك … لايهمك شئ .. خاضوا فى عِرض الطاهرة المطهرة حتي يراها الله من فوق سبع سماوات أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها (3) وسيبرأك الله تعالى مثلها ، يقول تعالى : {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2- 3]
وإذا وافقتيه على مايريد … هنا أسألك: ماهو مكسبك ؟ ماالذى ستحصلين عليه ؟
أقول لك … عسي أن تعودي إلى رشدك … ستكسبين كرامة مهدرة … نظرة حقارة ممن يحيطون بك … اصدقاء … أهل .. معارف .. إلخ
ستكسبين مهانة انكاره لكِ أمام المجتمع … وأخير ستكسبين خسارة دينك ودنياكِ .. الوثيقة العرفية لن تدخل معك قبرك … لكن سيكون معكِ إثمها .
أختي … ابنتي … سيدتي … صديقتي .. أيتها المرأة المسلمة … كوني المرأة الشامخة تطال عنقك عنان السماء …. تكون عفتك من عفة أمهات المؤمنين … عفة عائشة رضى الله عنها … ثوري لكرامتك … لامساس لكرامتك ودين
لاتضعى نفسك امرأة وامرأة أمام مثل هذه النوعية من الرجال … بل كوني امرأة واحدة حتى لايكون وجود لهذا الثعلب الذى يرتدى رداء الواعظين.