الدكتورة نجلاء نبيل تكتب : هل تشتعل حرب بين امريكا والصين

مايحدث الأن شئ خطير لن يؤثر على الصين وأمريكا وحسب ولكنه سوف يمتد ليطول جيران كلا الدولتين ويؤثر على كل شعوب العالم .

أضحت الصين في شبه عزلة عن العالم بعد أن قرر عدد من شركات الطيران العالمية تعليق رحلاتها الجوية إلى هذا البلد الآسيوي فيما هرعت دول لإجلاء رعاياها بعد تفشي فيروس كورونا بوتيرة سريعة وارتفاع ضحاياه، ما دفع عددا من الشركات العالمية إلى إغلاق مصانعها في خطوة تنذر بانهيار الاقتصاد الصيني.

نقص الوعي جعل الإعلام بجميع أنواعه المكتوبة والمسموعة والمرئيّة يمارس دوراً غير مسؤول يفترض أن يكون توعوياً في أوقات الكوارث .

يشهد العالم الأن انتشار فيروس كورونا لكن وبكل أسف وجدنا أن الإعلام اختار نهج التهويل والتخويف ونشر الرعب بين الناس إلى درجة التأكد من عدم النجاة من الفيروس نهائياً دون أن يوضح كيفية التقليل من حدته والتغلب عليه وطرق التعامل معه في حالة الإصابة أو الوقاية .

لا شك أن فيروس كورونا المعدل جينيا والذي يعرف بمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد هو مرض قد يكون قاتلاً لأنه سلالة جديدة لم يتم تحديدها من قبل لدى البشر وذلك لأنه مرض يصيب الجهاز التنفسي ويلحق أضراراً بالرئة وهو قد ينتقل من الحيوان إلى الإنسان ونسبة الوفاة فيه 3%أي أقل من نسب أمراض كثير ولكن خطورته في سرعة انتشاره .

وهناك إشارات تشير لنظرية المؤامرة التي دخلت على خط أفكار متتبعي المرض فالمؤامرة السياسية توجهت إلى تصنيع هذا الفيروس في المختبرات الأمريكية ومن ثم نشره في الصين لتحاصرها بذلك المرض وإغلاق أسواقها التجارية .

والمؤامرة الاقتصادية هي بأن الصين فرضت نفسها كأقوى اقتصاد ثاني في العالم وهذا في سياق الحرب التجارية الأمريكية الصينية وبالنظر إلى واقع تلك النظرية دون وجود دلائل علمية لتأكيدها تماماً فالصين بفعل الفيروس القاتل باتت معزولة عن العالم يتجنب الجميع التعامل مع مواطنيها وبذلك سيحدث تدهور الوضع داخل الأسواق الصينية بالعالم .

والمؤامرة الدينية والتي جعلت بعض المسلمون يجدون في هذا الفيروس وأيضاً فيروس انفلونزا الطيور ما دفع الصين إلى إعدام عشرات آلاف من الدجاج والزلزال الذي ضرب مدن صينية عده هو انتقاماً من الله لأفعال الحكومة الصينية بأقلية الإيغور متناسيين أن هذا الفيروس قد يصل إلى الدول العربية والإسلامية .

سبحان الله العظيم مع أن هناك الشعب الفلسطيني الذي يواجه عدو غاصب يستقوى بالشيطان الأعظم الذي طبخ “صفقة القرن” واحتل بلاده ولم يسلط الله على هذا المحتل الغاصب مرضا بل نجدهم يزدادون قوة .

وليس غريباً أن نجد السلطات الأمريكية أول من تقوم بإجلاء طاقم قنصليتها في مدينة ووهان والسحب الجزئي لطاقم السفارة هناك والذي جعل وزير خارجية الصين تستنكر موقف امريكا وتوضح أن كل مايحدث ماهو تدبير أمريكي لنشر الذعر العالمي واسقاط الصين .

لقد أدى تفشى مرض كورونا المعدل جينيا فى عدد كبير من المدن الصينية والذى أودى بحياة الكثيرين وإصاب المئات إلى اتخاذ السلطات الصينية لإجراءات عاجلة للتصدى لهذا الوباء .

وكان من أهم هذه الإجراءات وأبرزها بناء مستشفى متخصص لعلاج هذا المرض .

وقد تم أخد إحتياطات سريعة في ليلة رأس السنة القمرية وتم إغلاق جميع وسائل النقل فى كثير من المدن والتي منها ووهان حيث أنها هي بؤرة المرض وسبع مدن أخرى فى مقاطعة هوبى بوسط الصين وهم : ” إيزو وهوانجقانج وتشيبى وتشيانجيانج وتشيجيانج وجينغمن وشيانتاو ” .

وقامت الصين خلال ايام ببناء مستشفى مخصص لهذا المرض على مساحة 25000 مترمربع يوم 3 فبراير الجاري لإستيعاب 1000 سرير على غرار ما حدث سابقاً في منشأة شيدتها بكين خلال وباء “سارس” .

وأعراض الإصابة الأولية للفيروس هي نفس أعراض البرد والانفلونزا فيظهر على المصاب السعال والحمى وضيق الصدر وضيق التنفس ولكنها قد تتطور الحالة إلى الالتهاب الرئوي عافانا الله وإياكم .

ومع أن منظمة الصحة العالمية لم تعلن  عن تفشى المرض ولم تقرر حالة الطوارئ العالمية إلا أن الفزع من هذا الفيروس يضرب العالم أجمع .

رغم هذا خرجت أمريكا بتصريحات تدين الصين وتتهمها بأنها هي من خلقت الفيروس لإستخدامه في الحرب البيولوجية ضد أمريكا وإستنكرت الصين هذا البيان وإتهمت أمريكا بإستفزازها ووصفت هذه التصريحات بأنها غير ودية مما ينبئ بوجود حرب باردة تكاد أن تتطور لتصبح حرباً ضارية تؤدي بحياة الملايين .

زر الذهاب إلى الأعلى