تقييم بثمن بخس.. ضياع الملايين على الدولة فى أرض العامة للمبانى بمحرم بك

كتبت – نجوي ابراهيم

امر يدعو للغرابة والدهشة يحدث داخل الشركة المصرية العامة للمباني ، وهي احدي شركات قطاع الاعمال العام ، التابعة للشركة القابضة للتشييد والتعمير .

وتعود الحكاية الي شهر اغسطس ٢٠١٧، اي  منذ عامين تقريبا ، عندما اتخذت الشركة قرارا ببيع قطعة ارض فضاء بالمنطقة الصناعية، تملكها بمحرم بيك بمحافظة الاسكندرية ، وتم عرض الامر علي اعضاء مجلس الادارة وتمت الموافقة علي عرضها للبيع .
ويوم ٢٠ اغسطس ٢٠١٧ تم تشكيل لجنة للنظر في بيع قطعة الارض بالغة المساحة 6420متر ، وتم عقد اجتماع للجنة المشكلة بالقرار رقم ٢٤٧ لسنة ٢٠١٦، والخاص بفض المظاريف والنظر في العروض المقدمة للشراء ، و ترأسها المستشار وائل ابوسديرة ، وممثلا عن الشركة القومية لادارة الاصول ، و٣ ممثلين عن الشركة المصرية العامة للمباني
من بينهم المهندس محمد سليمان عفيفي رئيس مجلس ادارة الشركة .

المفاجأة ان اللجنة عندما بدأت مباشرة اعمالها بالاطلاع علي المتقدمين لشراء كراسة الشروط وسداد تأمين المزاد ، تبين للجنة انه لم يتقدم للمزاد اي متزايد .

اما تقييم قطعة ارض محرم بك ، فتشكلت لجنة من ثلاثة اعضاء وقامت بفض مظاريف التقييم ، ورأت ان السعر المناسب هو عشرة الاف و٤٠ جنيها للمتر ، باجمالي قدره ٦٤ مليون جنيه و٤٥٦ الف جنيه.

عاد الامر ليظهر  من جديد  مرة اخري ، في ٢٧ يونيو ٢٠١٩ ، ويعرض علي اعضاء مجلس الادارة البيع ب ثلاث تقييمات لسعر الارض ، تقييم   من شركة جلوبال بقيمة ٣٣٠٠ جنيه للمتر ،  و تقييم مكتب ميجا دلتا ٣٥٧٧جنيها ،وتقييم  مكتب دار الدراسات الهندسية ٣٢٥٠ جنيها ، وبدأت الشركة في تنفيذ قرار وزير قطاع الاعمال العام ١٠٥ لسنة ٢٠١٨ ، والذي  ينص علي ان  يراعي الا يقل السعر الاساسي للبيع عن متوسط التقييمات المعدة من جهات التقييم ، والمقيمين العقاريين .

وبتطبيق ذلك  النص علي ارض الشركة المصرية العامة للمباني فان متوسط السعر للمتر  الذي تم  تحديده هو ٣٣٧٥جنيه ، باجمالي ٤٣ مليون و٣٤٥ الف و٧٩٧ جنيه .
وتم الكشف عن العرض المقدم بان يتم سداد قيمة الارض علي ٣٦ قسط بقيمة مليون جنيه كل شهر ، ودفعة مقدمة ٧ مليون و٣٤٥ الف و٧٩٧ جنيها .

وهو ما اثار الغضب وعلامات الاستفهام داخل الشركة سواء عاملين او بعض اعضاء مجلس الادارة ، فكيف  يتم تقييم سعر المتر ب ٣٣٧٥ جنيها في حين كان تقييمه منذ عامين ب ١٠الاف و٤٠ جنيها ، في ظل الارتفاع الرهيب للاراضي والاستثمار العقاري .

ومن ناحية اخري فان  قرار جهاز حماية املاك الدولة  ينص في قراره بخصوص التنازل عن الارض والسماح بالبيع ، ان يتم البيع بالمزاد العلني ، وبهذا فان الشركة خالفت قرار جهاز حماية املاك الدولة ، فمن يحمي الشركة والدولة من ضياع الملايين .

زر الذهاب إلى الأعلى