قالت الدكتور صفاء عراقى استشارى الطب النفسى إن الأسرة التي تمتلك طفل واحد غالبا تتعامل بطريقة معينة أثناء تربية الطفل و ينتج عنها بعض التصرفات الخاطئة . ورغم أن التربية عملية شاقة في مجملها، إلا أن تربية الأولاد الذكور لها مشاق أكبر من تربية الإناث، نظراً للطبيعة الخشنة التي يتميز بها الذكور.
وأضافت الدكتور صفاء عراقى ان الاهتمام الزائد او الإفراط فى تلبية احتياجات الطفل ” اللى عايزة يلقيه ” من اكبر الاخطاء التى تواجه الوالدين في تربية الابن الوحيد .
وأشارت استشارى الطب النفسى إلى ان الطفل يعتقد ان المنزل هو نموذج مصغر للعالم الخارجي ، فعند تلبية كافة احتياجاته فى الصغر يبدأ يصطدم مع العالم الخارجي الكبير لان :” مش كل حاجه عايزها هيلاقيها ” .
وتابعت استشارى الطب النفسى أنه لا بد من تعليم ابنى ان يسمح كلمة ” لا ” ليتعلم ان ينتظر ، مشيرة إلى أنه يتم تنفيذ ذلك بدأ من سن سنتين للطفل . والولد أيضًا يحتاج إلى الحنان والعطف والأسلوب اللين، حتى يكون مطيعًا.
وقال : يجب عليكِ أن تتركي لطفلكِ قدرًا من الحرية، ولكن بشرط توجيهه ومراقبته بطريقة مقنعة وليس بالضغط، حتى لا يشعر بأنه تحت المراقبة دائمًا.
وأكدت استشارى الطب النفسى الخوف أن الخوف الزائد عن اللزوم أو الحماية الزائدة لا تخلق لدى الولد اى نوع من الإحساس بالمسؤولية ، مضيفة ان العقاب على التصرفات الخاطئة التى يقوم بها الطفل تخلق لديه تحمل العواقب المترتبة عليها ، بالإضافة إلى إحساسه أنه قادر على فعل شئ .
واشارت استشارى الطب النفسى الى العنف الجسدي أو الضرب سلوك لا نفع منه على الإطلاق، ومن يعتقد أن ضرب الولد سيجعله رجلاً في المستقبل فهو مخطئ، إذ أن الولد حين يُضرب يزداد عناداً، ويتمسك بممارسة سلوكه الخاطئ الذي تعرض للضرب بسببه، فالذكور -كما سلف- بطبعهم يميلون إلى التمرد.
لكن إن استدعى الأمر العقاب، فلا بد أن يكون العقاب مناسباً، ورحيماً، مثل حرمانه من متابعة برنامجه المفضل، أو من مصروفه اليومي، أو من ممارسة نشاطه المفضل، مع التأكيد للولد أن هذا العقاب ليس لأنه ولد سيئ، ولكن لأن السلوك الذي ارتكبه كان سيئاً، وكيفما كان الخطأ الذي ارتكبه الولد، لا يجب ضربه أبداً، أو ممارسة أي عنف ضده، بما في ذلك العنف اللفظي.
وأكدت انه عندما يكبر الولد سيحمل على عاتقه مسؤولية أسرة، فإن لم يتعلم هذا الولد تحمل المسؤولية في الصغر، فستكون شاقة عليه في الكبر، لذا من المهم جداً تولية الطفل بعض المهام التي يسهل عليه القيام بها، مثل ترتيب غرفته، وطي ملابسه وترتيبها في الخزانة، وأداء واجباته المدرسية بمفرده.
كل هذه الأمور تعزز ثقة الولد بنفسه، وتعطيه أفكاراً إيجابية عن ذاته وعن قدرته الكبيرة في القيام بالأعمال، ولا تكون المسؤوليات التي توكل إلى الولد متعلقة به فقط حتى لا يصبح أنانياً، بل توكل إليه مهمات أخرى تتعلق بالمنزل والأخوة، مثل ترتيب الصحون على طاولة الطعام، ومساعدة أخته أو أخيه في الدراسة.