Site icon بوابة العمال

داليا زردق تكتب : إني أكذب و لا أتجمل

أجل إنك أبدًا لا تتجملُ حين تتحدثُ عن سلطتِك أو مدى براعتِك في أمورٍ كثيرةٍ بل إنك تكذبُ كي تكسبَ تأييدَ واحترامَ الآخرين لك ..كي تضمنَ بقاءَك وتكونَ في نظرِهم القوىّ العظيمَ ذا النفوذِ..

إنك لا تتجملُ أبدًا حين ترسُمُ للكثيراتِ صورةً عنِ البطلِ العاطفيِّ الرومانسيِّ المحبِّ العاشقِ كي تكسبَ قلوبَهن و تأسرَهُن برقتِكَ و تضمنَ أن يكونَ ترتيبُك هُو الأولُّ بإقتدارٍ في ربوع افئدتِهن ..

أنتَ لا تتجملُ حينَ تتخلّي عن أعزِّ الناسِ في حياتِك بحُجّةِ أنّك مضطرٌّ لذلك أو أنك في محنةٍ لن يفهمَها غيرُك …بل إنك تكذبُ بكلِّ قوتِكَ كي تخونَهم و تُلقيَهم من على عاتقِكَ بدونِ ذرّةِ شعورٍ بالمسؤوليَّة تِجاههُم…

أنت لا تتجملُ حين تنطِقُ بالزُّورِ و بالخطإ كي تحصلَ علي مُرادِك دائِمًا بل إنك تكذبُ بجدارةٍ كي تسيرَ الأمورُ دائمًا و أبدًا علي هواكَ .

أنت شخصٌ وصوليٌّ لا ترى إلا مصلحتَك الشخصيةَ فقط و حين تقعُ في الفخِّ و تخفقُ ترددُ إنني لم أكنْ أكذبُ لكني كنت أتجمّل.. و أنت لا تدرى مدى القُبحِ الذي أظهرتَهُ للجميعِ و مدى سوءِ ما فعلتَهُ في الآخرين..

حين ترغبُ في تحسينِ صورتِكَ حاولْ أن تُصْلِحَ ما فسدَ فيك بكلِّ رجولةٍ وصدقٍ…حاول أن تشرُقَ بعد أن أظلمْتَ كلَّ الطرقِ المؤديةِ إليك..

حاولْ أن تكسرَ جبالَ الجليدِ التي بنيْتَها بنفسِكَ بينك وبين العالمِ أجمع..حاول أن تخلعَ كلَّ أقنعتٍكَ كيْ يراكَ الجميعُ بوجهِكَ الحقيقيِّ الذي يبكي حين يحزنُ أو يضحكُ حين يفرح ..

وجهُكَ الذي يظهرُ عليه حقيقةُ ما يقولُ و لا يختبئُ أبدًا خلفَ أقنعةٍ مزيفةٍ ليرضي عنهُ الجميعُ.

Exit mobile version