مَزْروعٌ..
في مُنتَصَف الصّدرْ
في كل الأوجُه..ألمَحُ وجهَكْ
في كُلّ الأصواتِ العذبةِ أتحسّسُ صوتَكْ..
في رُكْن حديقتنا الذابلة الأزهارْ
في زاويةٍ…كُنّا نجلس في عتْمتها ونَفُضّ الأسرارْ
في وشْوشة الفنجان المقلوب أمام البصّارْ
في صوت الصّمت..إذا انجلَت الأستَار
يا رجُلًا..
دُون استئذانٍ..يدخُلُني!
يسكنُ حُجرات القلب الأربَعْ
يتسرّبُ في رُوحي أشربهُ
يشرَبُني
في ساعات الشّوق
على أعذب لحنٍ يُسمَعْ
والقُبلَةُ حينَ تفُكّ طلاسِم شفَتَيْن..
تُسَرّبُ ما لا نتوقّعْ!
تَسْري بي من خمرة عينيكَ
إلى سَكْرة حِضنكَ
فِيما تنسَلِخُ الأذرُعْ
وثوَانٍ..لكَأنّ هي العُمرُ..تُؤرّخُنا
وتُفَهرِسُنا
وتُرتّبُ أحرُفَنا في قاموسٍ للوصْل مُجَمّعْ:
الحاءُ على السّطر امتزَجت بالباء..فصارتْ أرْوَعْ!
والتَمّتْ ذرّاتُ النّفس..وغادرَت الهيكلَ
وتولّت، وتجلّتْ لسماء الأدمُعْ
وقعَ الطّوفانُ ولا ثمّ سفينٌ يُقْلِعْ
قُلتُ: سآوي لجبال الوصْل..فأنجو أو أرجِعْ
جاوبَني: لا عاصِمَ مِن قَدَرٍ مقْدورٍ
بين اللحم وبين العظْم اضطجع..
فطابَ لهُ المضْجعْ!
أفْرِغْ ذاتَكَ في ذاتِكَ..واخضَعْ
واخلعْ نعليْكَ
فأنتَ على عرشِ الوجْد..ستُرفَعْ
لحظتها…..
كُنتُ أنا….أنتَ
فصِرْتُ أنا….أنتَ
اتّحد الماءُ، وزُوّجت الأنفُسُ
ونثارُ الرّوح تجمّعْ..