كتبت:فوقيه ياسين
أعرب الأزهر الشريف عن أسفه الشديد وقلقه البالغ تجاه التصعيدات الأخيرة ضد الشعب السوري الشقيق، والتي طالت الإنسان والمقدسات والآثار الحضارية.
وطالب الأزهر المجتمع الدولي بتحمل مسؤلياته تجاه الشعب السوري، ويدعو الجميع إلى تغليب مصلحة هذا الشعب الذي تحمَّل ما لا تتحمله الجبال، والنظر بعين الإنسانية والرحمة إلى ما آلت إليه الأوضاع في إدلب وحمص وحلب ودمشق وغيرها من المناطق السورية التي أنهكتها الحروب، ومزقتها النزاعات، وطمست الصراعات هويتها التاريخية، وقضى على معالمها الخراب والدمار.
كما أعرب الأزهر عن قلقه الشديد تجاه الإهمال الدولي في تقييم الأوضاع في سوريا، والتي فتحت الأبواب على مصارعها، لتفشي الأوبئة وانتشار الأمراض وارتفاع معدلات الإعاقة، وتدني الصحة النفسية، وتقييد المساعدات الإنسانية، والأوضاع المأساوية بمخيمات اللاجئين، وحملات النزوح الجماعي، إلى آخر هذه المآسي التي تعد ضمن الأسوأ في التاريخ الإنساني الحديث.
ويضرعُ علماء الأزهر إلى – المولى عز وجل – أن يُعجِّل بإعادة الاستقرار والحياة لهذا البلد العربي العزيز، وأن يشفي المصابين، وأن يعم السلام كل شبر من أرض سوريا العزيزة على قلوب العرب والمسلمين، وأن يحفظ أهلها من كل مكروهٍ وسوء.
من ناحية أخرى أعرب الأزهر الشريف عن قلقه البالغ تجاه ما تشهده الهند من تصعيدات بسبب قانون الجنسية الجديد، والذي يقر منح الجنسية للمهاجرين من ثلاث دول (أفغانستان، بنغلاديش، وباكستان)، على أن يكونوا من غير المسلمين، شريطة دخولهم الهند قبل عام ٢٠١٥، وما شهدته الهند خلال الأيام الماضية من موجة من العنف الطائفي شهدت الاعتداء على بعض المساجد والمقدسات الدينية، وأودت بحياة ما يزيد عن ٤٠ شخصا.
ويذكر الأزهر ببيانه الصادر في يوم الثلاثاء ١٩ ديسمبر ٢٠١٩، والذي حذر فيه من تداعيات إقصاء المسلمين من قانون الجنسية الهندي الجديد مقارنة بإخوانهم من الديانات الأخرى، وأشار فيه إلى أن هذا التمييز الديني مستغرب على دولة الهند التي كانت مثلا في التعددية الدينية وقبول الآخر.
ويكرر الأزهر دعوته بضرورة تغليب قيم المواطنة واحتواء الجميع، ونبذ كل أشكال التمييز الديني والعنصري، معربا عن ثقته في القدرة على الوصول إلى حلول مرضية حال تغليب ثقافة الحوار ومبادئ العيش المشترك، مشيرا إلى أن المسلمين في الهند يمثلون ثاني أكبر تجمع للمسلمين حول العالم، وطرفا أساسيا فيما شهدته الهند من تطور في شتى المجالات على مر العصور.
وتقدم الأزهر الشريف بخالص العزاء إلى أهالي الضحايا، متمنيا الشفاء العاجل لكل المصابين، وأن يسود السلام ويعم الخير حيثما وجد الإنسان أيا كان انتماؤه، وكيفما كانت عقيدته ومذهبه.