بعد كم لا يقدر من الصراعات والحروب بين نفسى ونفسى ، ربما أدركت شيئا واحدا ، شئ لا أعلم إن كان صائبا أم لا ولكن كل ما أعلمه أنه الأكثر راحة.
تسائلت مؤخرا لماذا يسعى الإنسان دوما بأن يكون شخصا آخرا يختلف عن كينونته ، لا ينتمى إليها ولا يشبهها ؟!
يظن الناس أن البشر يختلفون فى الملامح ، يميزهم عن غيرهم بشرتهم البيضاء أو الداكنة ، أو لون عيونهم أو أطوالهم وأوزانهم ، وقد أخطأنا الحكم جميعا.
لماذا لا نتعامل مع نقاط ضعفنا بأنها جزء منا كما هى نقاط قوتنا ؟!
ولماذا لا نقدر خوفنا الغير مبرر أحيانا وارتباك مشاعرنا ونقص خبراتنا وضعف بصيرتنا وغيرها من الغرائز التى فطرنا بها ولم نرض عنها أبدا ، كما نقدر غرائزنا الأخرى التى تشكل جزءا آخرا منا ولكن و لحسن حظها خلقت كنقاط للقوة فى عالم غير منصف بالمرة ؟!
لماذا نجعل من أجزائنا التى شكلتنا وصفاتنا التى جعلت منا ما نحن عليه أحزابا يحارب بعضها بعضا ، ونثير بداخلنا فتنا لا يخمد نيرانها سوى أن ننتهى وتنتهى هى معنا ؟!
أخاف ، نعم أخاف وماذا فى ذلك ؟!
ربما كان يجب و منذ البداية أن أتصالح مع خوفى هذا ، أن أصافحه وأحتضنه وأراعيه عوضا عن أن أسعى لقتله ، كان يجب أن أعلم أننا جزء واحد واننى ان قتلت خوفى فسألفظ أنفاسى الأخيرة معه كذلك.
شئ واحد سيجلب لنفسى السلام أولا وأخيرا ، أننى راضية ، راضية بضعفى قبل قوتى ، و صمتى قبل حديثى ، راضية عن ما كان وما سيكون وعن مصيرى الذى لا أعلمه ، راضية يالله وإن حزنت وإن وإن وإن فأنا راضية ، دائما وأبدا راضية .
خلود هشام
طالبة بالفرقة الخامسة
بكلية طب بيطرى جامعة مدينة السادات