شيرين سلطان تكتب :هواجس

حفرت السنين علي قلبها الاخضر حزن شديد رغم حضورها المشرق كأشعة الشمس .سجينه خلف قضبان الامل . فانطلقت تبحث عن كيانها بعيده عن جدران حياتها . فالتحقت بالعمل كمدرسة رسم في روضة الاطفال فأصبحت أم لكل طفل وتركت همومها ورائها وأصبحت زهره جميله في بستان الحياه .

فكان هناك طفلا انطوائيا لايلعب مع الاطفال ويتميز بموهبة الرسم فخاولت لفت انتباه الطفل واقتربت منه وبدأت تلعب معه . ولاحظ الاب تغيرا في تصرفات إبنه لم يعد انطوائيا . ياتري من السبب ؟ يبدو أن هناك سببا في هذا التغير؟

قرر الاب زيارة ابنه في المدرسه وهناك عرف السر وقف بعيدا يراقبها وهي تتعامل مع ابنه وتذكر كيف كانت أمه تتعامل معه يبدو انها من الممكن أن تكون أما طيبه .

فذهب اليها والقي عليها التحيه وقدم لها المزيد من الشكر والتقدير بما فعلته مع إبنه فإبتسمت ويبدو ان هناك حديث لم يتكلم فصمتهم أقوي من اي حديث وترك الاب المدرسه . وذهب للعمل ولكن لم ينسي هذا اللقاء بكل تفاصيله وبعد انتهاءه من العمل ذهب للمنزل وكان الطفل في استقبال والده فكان استقبالا حارا فتعجب الاب من حفاوة ابنه وابتسم وقال له ما بك اليوم اني سعيد بحفاوتك فترك الابن والده وذهب يفتح حقيبته واخرج منها كراسه الرسم وقال له انظر ياابي فنظر الاب لكراسو الطفل اذا رأي صورتين لرجل وامرأه وطفل ومكتوب علي كل صوره اسم فصورة الانثي معلمته امل والاب بابا احمد والطفل محمد وهو ينظر لهم نظره امل فابتسم الاب ابتسامه رائعه وقال الابن اتمني ان تكون معلمتي وامي فنظر الاب الي ابنه وركد علي قدمين وقبله وذهب في اليوم التالي للمعلمه امل وطلب منها الزواج فإبتسمت خجلا مع نظرات السعاده وشروق أمل جديد وذهبت الي منزلها ووقفت امام المرآه تنظر لملامحها الحزينه كيف تغيرت وتفتحت مثل الزهور وشردت بعقلها لمدي بعيد وهي في انتظار هذا الحلم الجميل وفجأه تركت المرآه وانتزعت منها الفرحه وتوجهت لباب الغرفه ونادت علي اولادها وغمرتهم بيديها الحنون.

زر الذهاب إلى الأعلى