تحقيقات و ملفات

شريف أبوالنجا: لن يغلق 57357 أبوابه في وجه المرضى ومستمر في أداء رسالته

كتبت – عبير ابورية
أشار الدكتور شريف أبوالنجا، الرئيس التنفيذي لمجموعة 57357 مدير عام المستشفى، إلى حلم المستشفى في التوسعات والتي بدأها قبل سنوات، حتى تم فك إجمالي ودائع المستشفى بقيمة 3.4 مليار جنيها، بسبب تحرير سعر الصرف فيما بعد عام 2016، والظروف الاقتصادية الصعبة التي واجهت العالم بعد ذلك، في سبيل مواصلة المستشفى بتقديم رسالته الإنسانية بحق الأطفال مرضى السرطان، كما تم توقف التوسعات.

جاء ذلك خلال احتفال مستشفى سرطان الأطفال مصر 57357، بيوم التطوع الذي ينظمها كل عام في شهر ديسمبر، تزامنا مع احتفالات العالم بيوم التطوع العالمي في نفس الشهر، وبرعاية وزيرة التضامن الاجتماعى، نيفين القباج، والمئات من المتطوعين وشركاء النجاح من الأزهر، والكنيسة، والمؤسسات، والبنوك، والشركات، والفنادق، والمدارس، والجامعات، والأندية، وعدد من نجوم المجتمع، والفنانين نور قدري، وخالد السايس، وسيد الحسيني، والمطرب عماد كمال، والكتاب والصحفيين والإعلاميين، وغيرهم.

حرص الضيوف على التقاط الصور التذكارية مع الأطفال، ثم كلمات من بعض الشخصيات هدفت كلها لإبراز الدور الوطني لـ 57357، في إنقاذ الأطفال المرضى من غول السرطان، وضرورة دعم مسيرة الكفاح والعلاج لهؤلاء الأطفال، والدور الوطني للمتطوعين في هذا الصرح الكبير.

أشار ابو النجا إلى استمرار جهود البحث العلمي لصالح المرضى، ويتم نشره في أكبر المجلات العلمية العالمية، وتأسيس 54 وحدة رعاية مركزية خلال أزمة كورونا، رغم أن المستشفى واجه حملات شرسة، أضرت بالتبرعات بشكل كبير، وتزامن ذلك مع التغيرات الاقتصادية الصعبة.

أضاف ابو النجا أن أمريكا بها 892 مستشفى تتعرض للإغلاق حاليا، بسبب التمويل، ولكن مستشفى 57357 تحاول توفير مستهلكاتها في البنية التحتية بدءا من تخفيض استهلاك الكهرباء، وغلق مستشفى طنطا، ووقف التوسعات، وغيرها في محاولة منها لاستمرار رسالتها التي شفى من خلالها عشرات الآلاف من مرضى السرطان، على يد أكفأ الخبرات في مصر، من أطباء وتمريض وعلوم صحية وخدمات وغيرهم.

أكد على عدم وجود الوساطة في دخول الحالات، بل تتحقق العدالة بين الجميع، ولكن لن يستوعب المستشفى كافة الحالات في مصر، لأن له طاقة استيعابية، ويحتاج لتمويل مستمر لآداء رسالته، وفي ظل كل ذلك يتم تأسيس وحدة لزراعة النخاع بالمستشفى لزيادة نسبة الشفاء،

طالب الجميع بزيارة المستشفى والاطلاع على ما يحدث به وحجم وجودة الخدمة، مؤكدا على أن المستشفى لن يغلق أبوابه، وسوف يستمر في آداء رسالته، لأنه ملك لكل المصريين، وليس ملكا لأحد.

وعرضت الاحتفالية فيلما تسجيليا عن دور المتطوعين في خدمة المرضى والمستشفى، كل حسب تخصصه أو مجال عمله،

ألقت ملك كمال احد المنتصرين على السرطان، بعض الأبيات الشعرية، التي ألفتها وقت مرضها، ثم أبيات أخرى عن مصر، كما قدم فريق كورال 57357 عرضا فنيا.

وقالت دينا علي، رئيس قسم المتطوعين في المستشفى، أن الاحتفالية هذا العام ترفع شعار “التطوع من جيل إلى جيل”، ويهدف إلى إعلان العرفان بالجميل للمتطوعين بالمستشفى، وعددهم 4 آلاف، مؤكدة على أن قائمة بيانات المتطوعين الآن تضم 22207 متطوعا، وانضم للمستشفى في 2022 فقط 492 متطوعا جديدا، وعملوا خلال السنة 18238.56 ساعة، وقدموا الدعم النفسي ل 9446 طفلا بالمستشفى، ونسقوا 218 زيارة، وتنظيم 399 ورشة عمل يدوية مع الأطفال المرضى.

ويقوم المتطوعون بالعديد من الأنشطة الفعالة مع الأطفال، ودعمهم لرفع الروح المعنوية لهم، ورسم البهجة على وجوههم، وتخفيف عبء وآلام العلاج على الأطفال المرضى، وبحضور لفيف من الشخصيات العامة والمهتمة بالعمل التطوعي.

كما يشارك المتطوعون في عدة مجالات، منها الدعم لأسر المرضى، وعقد ورش فنية، وحفلات ترفيهية، ومسرح عرائس، ومنهم فريق كورال، وآخر استعراضي، يقدمون الفن والرسائل التوعوية والتعليمية للأطفال، وقراءة الكتب والقصص، والمساعدة فى الأعمال الإدارية وزيارات المتبرعين، وغيرها.

وأكد أيمن عبدالموجود، مساعد وزير التضامن الاجتماعي، خلال الاحتفالية، أن الدولة لن تسمح بغلق مستشفى 57357، بسبب الظروف المالية الصعبة، لدورها الهام في علاج الأطفال مرضى السرطان، مشيدا بالجهود الكبيرة التي يقوم بها المتطوعين في المستشفى في كافة المجالات، وهذا شأن العمل الأهلي في مصر، والذي يعمل من أجل المواطن المصري، ومن يستحق الخدمة، دون تقصير، وسعيا وراء أهداف سامية.

وقال أن وزارة التضامن الاجتماعي أقرت بسلامة الموقف المالي في 57357، ويتم المراقبة عليها من قبل الوزارة وجهات أخرى، وأكدوا جميعهم على أن مصادر الإنفاق تذهب في مصادرها الصحيحة، دون أي إهدار، وفي خدمة المرضى، وأنه يعمل وفق منظومة تحقق العدالة بين الجميع.

وقال أن نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي ، حريصة على متابعة ملف الموقف المالي للمستشفى، لبحث كيفية دعمه ومواصلة رسالته في علاج المرضى، بعيدا عما يثار من غلق المستشفى بسبب التعثر المالي.

وأكد د. محمود محمد البكري، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، على أهمية العمل التطوعي، في دعم مسيرة العمل العام والوطني، وفي خدمة الإنسانية بالمستشفى، أن من أهم سمات المجتمع الناجح المتكامل، هو أن يكون لبنات متراصة تمثل أفراده، لا فرق فيها بين ما هو منها بالأسفل أو الأعلى، ومتى كان التصدع كان التفكك، وبدء السقوط.

أكد على ضرورة التكاتف، ومساعدة الآخر، لكي نبتعد عن الفرقة، والأنانية وعدم الاكتراث للآخرين، وإعلاء قيمة مجتمع البناء فيه أكثر من الهدم.

وقال أن إذكاء روح العمل التطوعي، يعد ركنا من أركان صناعة الشعوب بكافة جوانبها، فهو الجهد الذي يبذله الإنسان بلا مقابل لمجتمعه، ويسخر نفسه عن طواعية ودون إكراه أو ضغوط للمساعدة، ومؤازرة الآخرين.

القس أرميا مكرم، كنيسة ماري جرجس الساحل، ونائب عن الأنبا أرميا رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكس، قال أن الكنيسة ترتكز بالأساس على العمل التطوعي، ولا تظهر جهدا في تقديم يد العون إلى كافة المؤسسات والهيئات التي تقوم على العمل التطوعي وعلى رأسها مستشفى 57357، حيث تعالج الأطفال من أولادنا الذين يجب الاعتناء بهم، وتقديم الدعم النفسي قبل المادي، خلال رحلة علاجهم وتحديهم للمرض.

وأشار إلى ضرورة استمرارية دعم المستشفى، وتضافر كافة الجهود لذلك، من أجل مواصلة رسالته الإنسانية تجاه الأطفال مرضى السرطان، إضافة إلى البحث العلمي الذي ترتقى به الشعوب، وكذلك الدعم التربوي للأطفال في المراحل التعليمية المختلفة.

زر الذهاب إلى الأعلى