آراء

ا د عاطف محمد كامل يكتب تعرف على البرقع ولماذا يوضع على رأس الصقر ؟

مقالة علمية

عُرف عن العرب منذ القِدم حبّهم لاستئناس الحيوانات المتوحّشة لاتّخاذها وسيلة في الصيد. وكان من أشهر ما استأنسه العرب وخاصةً في منطقة شبه الجزيرة العربية، طائر الصقر المعروف بضخامة حجمه وبسالته وعزة نفسه. ولم يقتصر صيد الصقر على استعماله في الصيد فقط، فمع التقدّم بالزمن وتغيّر وسائل جمع الغذاء، حيث أصبح الطعام مُتاحًا بوفرة ولم تعد هناك حاجة للاستعانة بالحيوانات من أجل الصيد وتوفير الطعام، لكن استئناس الصقور استمر، وعُرف من يُربي صقرًا باسم “صقّار”. وأصبح هناك مناسبات رياضية واجتماعية تُقام على شرف الصقور وأصحابها، مثل المعرض الدولي للصيد والفروسية، حيث يستعرض فيه الصقّارون مهاراتهم في ترويض الصقوروتطويعها وتدريبها على الصيد.
اذا تعرف عن البرقع:
وهو غطاء من الجلد المتين ، يضع على رأس الطير بحيث يمنعه من رؤية ماحوله تماما. ، في حين يسمح له بتحريك رأسه في كل اتجاه ، كما يسمح له بفتح منقاره ، واستعماله في الاكل ، عبر فتحة خاصه في مقدمة البرقع. والبرقع لايمنع الطير من التنفس ، فالهدف الوحيد من استعماله هو منع الطير من رؤية ماحوله ، ليظل هادئا ، فلا يحاول الطيران. وكان العرب قبل معرفة البرقع في الماضي ، يخيطون جفون الطير ، وتلك عملية تسمى ،، بالتقطيب، فلما عرفو البرقع ، لم يعودوا يلجأون الى تقطيب اجفان الطير ، الا نادرا. وعنهم اخذ الصليبيون البرقع ، ونقلوه الى اوربا.
اختيار البرقع المناسب للصقر
أتضحت أهمية تغطية عيون الصقر لحمايته وحماية المحيطين به، لذلك لابد من أختيار البرقع المناسب له، ويكون برقع مناسب وجيد، فإذا كان ضيقًا عليه سيحفزه على الصياح، وإذا كان واسعًا سيستطيع الإبصار من خلاله مما سيسبب له الذعر والخوف ويصعب عملية تعلمية.
ما أهمية الخوذة ( البرقع) التي يُغطى بها رأس الصقر ؟
“برقع الصقر” هو ما تُعرف به هذه القطعة الجلدية التي تُوضع على رأس أي صقر يتم اصطياده بهدف ترويضه وتدريبه. هذا البرقع يضمن أن يُحافظ الطائر على هدوئه ويسهل الاقتراب منه والتعامل معه، دون أن يُبدِ أي نوع من أنواع المقاومة، ما قد يُعرّضه للأذى أو يؤذي من حوله بهجوم مباغت.
ويتوجّب على الصقّار أن يختار برقعًا مناسبًا لرأس الطائر بحيث لا يكون ضيقًا فيتعلّم الصّقر الصيح، وهي عادة غير مرغوبة في الطيور. وإن كان البرقع واسعًا ويستطيع أن يرى الطائر من خلاله، فإنه يتعلّم الخفاق المستمر ويُسبب فزع الطائر وخوفه، ما قد يُصعّب من عملية تدريبه ويُصبح التحكم به صعبًا للغاية.
خطورة تغطية عين الصقر
نعتقد ان تغطية عين الصقر امر يؤذيه ويضر به، لكن وفق ما أوضح الخبراء ان تغطية عين الصقر لا تعتبر عملية خطيرة او مؤذية له بأي شكل من الأشكال، بل هي مجرد إجراء روتيني لحمايته وحماية الشخص المدرب له من الأذى والخوف والحركات المفاجئة.
هل تعلم لمَ يتم دفن الصّقر بالأرض عند صيده لأول مرة؟
من العادات الغريبة التي يعرفها الصقّارون، وهي أهمية دفن الصقر بالرمال بمجرد اصطياده. ليس ذلك فحسب، بل سكب الماء البارد على الرمل وعلى صدره وتعريضه لهواء بارد إن كان ذلك ممكنًا. السبب في ذلك يكمن في طبيعة الصّقر نفسه بأنّه طائر حر يشعر بالإهانة إن وقع بالأسر ويخشى على نفسه ويُحاول بشتى الطرق أن يقتل نفسه وينتحر مفضلًا ذلك على أن يقع في الأسر. فالصقور من الطيور الجارحة التي تمتاز بعزّة نفسها ولا تقبل على نفسها أن تقع في الأسر. لذلك، عندما يقوم شخصٌ ما لديه خبرة مسبقة في التعامل مع الصقور والطيور الجارحة، بصيد صقر حر، فإن أول ما يفعله هو دفن جسده بالرمال حتى لا يتمكّن من قتل نفسه بنقر جسده بمنقاره الحاد، كما يجب أن يتم تغطية رأسه حتى لا يرى من قام باصطياده ويزيد بذلك شعور الإهانة والذل لدى الصّقر. كما أن الصقّار يحرص على سكب ماء بارد على صدر الصقر ليُقلل من خفقان قلبه الذي تتسارع دقاته بوتيرة مرتفعة للغاية ويكاد قلبه أن ينفجر من سرعة ضخّه للدم، فيتم تبريد صدره وتعريضه لهواء بارد، كمكيّف السيارة على سبيل المثال، حتى يُقلل من خفقان قلبه ويحميه من الانفجار. بهذه الطريقة، لن يفقد الصيّاد طيره، وينتظر عليه حتى يهدأ تمامًا قبل أن يسمح له برؤية وجهه ويقوم بتدريبه.
معلومات عن الصقر
يعد الصقر أحد الطيور الجارحة من فصيلة الصقريات، ومٌصنف ضمن الحيوانات البرية المفترسة التي يمكن نأن تؤذي البشر في حالة الدفاع عن نفسها، ويمكنها اصطياد الطيور الأخرى وبعض الحيوانات التي تصغرها في الحجم. الصقور هي طيور جارحة تنتمي إلى جنس الصقر الذي يضم حوالي 40 نوعا. كذلك يتميز الصقر بقدرة بصيرة استثنائية تعادل 2.6 مرة أفضل رؤية الانسان، فضلا عن كونه يعد الكائن الأسرع على وجه الأرض، فيمكنه الانقضاض على الفريسة بسرعة تصل إلى 320 كيلو متر في الساعة. وتنتشر الصقور على نطاق واسع في جميع قارات العالم باستثناء القارة القطبية الجنوبية. وتمتلك الصقور البالغة أجنحة رفيعة ومدببة، تمكنها من الطيران بسرعة عالية وتغيير اتجاهها بسرعة. تمتلك الصقور الوليدة، في عامها الأول من الطيران، ريش طيران أطول، مما يجعل تكوينها أشبه بتكوين الطيور ذات الأغراض العامة مثل عريض الجناح. وهذا يجعل من السهل الطيران أثناء تعلم المهارات الاستثنائية المطلوبة ليكونوا صيادين فعالين كبالغين.

بقلم: ا.د/ عاطف محمد كامل أحمد-سفير النوايا الحسنة- مؤسس كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس استاذ ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على تأسيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان – عضو اللجنة العلمية لإتفاقية سايتس- وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير البيئة والتغيرات المناخية بوزارة البيئة- الأمين العام المساعد للحياة البرية بالإتحاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية- جامعة الدول العربية ورئيس لجنة البيئة بالرابطة المغربية المصرية للصداقة بين شعوب العالم

زر الذهاب إلى الأعلى