طارق الصاوي يكتب :شبكة الطرق الحديثة بمصر تربط الوطن العربي بإفريقيا

تمر علينا هذه الأيام من كل عام حيث يمضي عام مالى ونستقبل عاما جديدا، وتستعرض حينها مؤسسات الدولة خاصة ما انجزت من مخططاتها وما حققت من اهدافها خلال العام المالي المنصرم .

وقد نشرت امس وزارة النقل تقريرا مبهرا عن مشروعاتها و إنجازاتها التى كان اهمها ما أحدثته من تطوير في مجال الطرق والكبارى تجسدت علي ارض الواقع فارتقت بشبكة الطرق المصرية واحدثت طفرة تنموية تضع مصر علي اعتاب نهضة إقتصادية في كافة المجالات إذا احسن التخطيط لها.

وقد عمل في هذه الملحمة الوطنية التى انجزت هذه الشبكة الحديثة مئات الآلاف من الأيدى العاملة من مشرفين واستشاريين ومهندسين و فنيين وحرفيين وعمال. وكما صرح منذ أيام ان محور ٣٠ يونيو وحده عمل به قرابة ٥٠ الف من الأيدى العاملة بكافة مستوياتها.

ملحمة وطنية تعبر عن نجاح مؤسسات الدولة وكوادرها وقدرتها على الإنجاز وإحداث التغيير وتؤكد أهمية الهيئة العامة للطرق والكباري و شركات القابضة لمشروعات الطرق التابعة لوزارة النقل وكافة الشركات الوطنية العامة والخاصة التي عملت بالخطة القومية لتطوير شبكة الطرق المصرية بجانب الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ،وكذلك جهاز التعمير والإسكان ، سواء بإنشاء طرق وكباري ومحاور جديدة او بتطوير وتوسعة ورفع كفاءة الطرق القائمة والتي جعلت اي إنسان ينظر إلى خريطة مصر و يضع إصبعه علي أى نقطتين مهما كان البعد بينهما واختلاف الإتجاهات.

يجد في شبكة الطرق الحديثة مايسهل الوصول والتواصل بين هاتين النقطتين ،وأصبحت شبكة الطرق الحديثة تقرب بين مناطق الإنتاج والتصنيع ومناطق التوزيع ومناطق البيع ومناطق النقل والتصدير.
وتوفر من تكاليف الوقود واستهلاك الشاحنات والمركبات وقطع الغيار والوقت والجهد مايعود علي الإقتصاد القومي بعشرات المليارات.

كما أحدثت شبكة الطرق الجديدة تطورا جغرافيا هاما في منطقة الشرق الأوسط الذى تمثل فيه مصر محورا هاما.

حيث تربط هذه الشبكة مصر بالعالمين العربي و الإفريقى. كما تربط المنطقة العربية بالقارة الإفريقية ، حيث اوجدت طرقا طولية وعرضية تسهل الوصول والتواصل مابين شمال وجنوب ، وشرق وغرب البلاد باقل جهد وتكلفة وفى اقل وقت ممكن . كما اوجدت محاور تمكن من التنقل فيما بين هذه الإتجاهات .

وتكتمل شبكة الطرق المصرية الحالية طريقين دوليين وتمهد لإنشاء الثالث. حيث تم تطوير ورفع كفاءة الطريق الدولي الساحلى الذي يبدء من الحدود الشرقية إلي معبر السلوم غرب البلاد ويعد بداية لطريق شمال إفريقيا الذي من المخطط أن يصل إلي الحدود الغربية بالمملكة المغربية.. كما تخطط مصر والسعودية لإنشاء جسر بينهما عبر البحر الأحمر للربط مابين القارتين الأسيوية والإفريقية.

وكذلك أنشأت مصر الطريق الدولي الإسكندرية / القاهرة / كيب تاون. وهو طريق يبدء من شمال مصر ويمتد بطول البلاد إلي مدينة ” كيب تاون ” بدولة جنوب إفريقيا. وقد اتمت مصر ماعليها نحو هذه الطرق.

و يجري الآن التخطيط الفعلي لإنشاء الطريق الدولي الثالث والذى تبدأ مرحلته الأولي بإنشاء طريق من شرق العوينات جنوب البلاد إلي دولة تشاد. ومن المخطط لهذا الطريق ان يمتد عبر الصحراء الغربية ليصل إلى الإسكندرية مستقبلا. مما يؤكد أن مصر بشبكة الطرق الحديثة التي اقيمت اصبحت من الخبرات العالمية التي يجدر دراسة تجاربها ونقل خبراتها دوليا.

بقلم : طارق الصاوي المستشار الاعلامي لجمعية الطرق العربية

زر الذهاب إلى الأعلى