عاطف عبد الستار يكتب : جيل يونيو المنتصر.. وإفساد خيوط المؤامرة

قبل قيام ثورة 25 يناير كانت مصر في واقع سياسي واقتصادي متهالك و وطن ضعيف مشغول فى عشرات المشاكل التى تجعل من شعبه مريض و مرتبك و تعليمه متخلف ووعيه متراجع وثقافته ضعيفة ومعنوياته هشة ورؤيته للمستقبل مرتبكة ضمن مخطط كبير خلق حتمية قيام ثورة لإسقاط النظام .. 25 يناير كانت أملًا بالنسبة للمصريين، لكن الآمال والأحلام تحطمت على يد عملاء الصهيوماسونية تجار الدين من أجل السلطة.

وانتهت تلك الأيام باختطاف الثورة والدولة المصرية وإرادة المصريين من جماعة الإخوان الإرهابية جنود الماسون للوصول للسلطة وتنفيذ مؤامرة إسقاط مصر وتقسيمها وبيع أراضيها لمن يدفع أكثر مثل قطر وإسرائيل .

ولولا ثورة 30 يونيو ما كانت مصر عادت لشعبها وكنا سنشعر وكأننا لاجئين داخل الوطن وكانت مصر تغيرت من وطن للمصريين إلى وطن للجماعة ومنتخبات الإرهاب حول العالم. 

ولعل دعاة المصالحة مع الجماعة والدمج للإرهابيين والصفح عن المجرمين والقتلة جنود الماسون أن يدركوا أنهم يحرثون فى البحر ويجهدون أنفسهم فى الجري وراء سراب.

احترم حكمة 3 رجال : المشير محمد حسين طنطاوي الذى أدار معركة مع إسرائيل وامريكا..واللواء عمر سليمان الذى كان علي علم بالمخطط الصهيونى الذى يحاك لبلدنا ووضع خطة مواجهته والمشير عبد الفتاح السيسي القائد الميدانى الذى واجه ومازال أهل الشر بشجاعة وهزيمة لا تلين..انهم المخلصون الذين حافظوا علي مصر من الضياع والفوضي وجعلوا كل خطط الصهاينة التى وضعت عام 1956 ترجع إلى نقطة الصفر .. ومعهم رجال الظل الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ولا يخشون إلا الله وحده.. رجال لا يفكرون إلا في رفعة دينهم و أمتهم و وطنهم الغالي و العزيز مصر.

مصر من ﻗﺪﯾﻢ اﻷزل داﺋﻤﺂ محط أﻧﻈﺎر اﻟﻄﺎﻣﻌﯿﻦ ..وﺗﻜﻤﻦ أهمية ﻣﻮﻗﻊ ﻣﺼﺮ ﺑﺘﻮﺳﻄﻬﺎ ﻗﻠﺐ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﺄرض إﺗﺼﺎل ﺑﯿﻦ 3 قارات كبرى ,
وﻣﻤﺮ ﻣﺎﺋﻲ ﺑﯿﻦ اﻟﺒﺤﺎر اﻷﻫﻢ ..وﻣﺠﺎل ﺟﻮي ﺑﯿﻦ اﻟﺸﺮق واﻟﻐﺮب.. وحضارة عريقة سادت الأرض عدة قرون ولها أسرارها العظيمة التى يسعى ورائها الماسون .

والعدو الحقيقي لمصر هو الصهاينة .. هدفهم الأول منذ بدء الصراع هو القضاء على الجيش المصري والفوز بالجائزة الكبرى مصر.. أرض الاحلام.. مركز حكم العالم.. ولا هم لهم سوى إشعال نار الفتن بكل أشكالها.. و تمكين إسرائيل من أن تبسط أذرعها كما تشاء لأجل إعلان إسرائيل الكبرى و بناء الهيكل الثالث و إستقبال مسيحهم الأعور المنتظر المسيح الدجال الذى بنوا له قصرا بالقرب من تل أبيب .

30 يونيو بطولة اجبرت العالم على احترام مصر..ومنعت التدخل الخارجي فى شؤون مصر ..ان قيام الشعب المصري بعكس الوضع، بعد حكم الجماعة الإرهابية بسنة واحدة يجعل ما حدث في 30 يونيو نوعًا من الإعجاز حدث على أرض الكنانة انقذ مصر وباقى الدول العربية بأسرها من تسلط الفاشية الدينية وحكم الأهل والعشيرة صناعة الصهيوماسونية .

30 ثورة شعب ساندتها القوات المسلحة لتصحيح المسار وإعادة بناء الوطن والتأكيد على أن مصر لكل المصريين وليست حكراً لفئة أو طائفة بعينها .. وتلك هي المواطنة الحقيقية التى تحقق المساواة بين كل المصريين أمام الدولة.

يونيو تلك الثورة الشعبية التي حافظت على بلادنا من التمزق والتي حماها جيشنا العظيم وشرطتنا الباسلة والتي مهدت الطريق لاستقرار المجتمع وتطور البنية التحتية وتنفيذ 11 الف مشروع فى ربوع الجمهورية.. والنهوض بإقتصاد كان على وشك الضياع.

أن القيمة الحقيقية لثورة 30 يونيو، هي إرادة أمة وثورة شعب حقيقية، فعندما نجد 33 مليون مصري في وقت واحد بكل ربوع مصر على قلب رجل واحد، وعلى أتم استعداد للموت والتضحية بأنفسهم من أجل مصر، فهنا تكمن العظمة والوحدة الوطنية لإنقاذ أقدم وطن في التاريخ .

الثورة الشعبية في يونيو أثبتت أننا أمام إرادة شعب لا تقهر، تتحطم عليها أي إرادات أخرى، وكانت هي الرسالة التي نجحت مصر وشعبها في تصديرها للعالم، حيث كان هناك مخططًا في تحطيم الثورة والتمكن والنيل من الدولة المصرية وتم إجهاضه عبر جهود الأجهزة السيادية والجيش والشرطة .

ثورة 30 يونيو شكلت رفضا شعبيا للجماعات الإرهابية، وكانت بداية النهاية لها، وعلينا عدم السماح بعودة إرهابها مرة أخرى حرصًا على ديننا من أن يشوهوه، ووطننا من أن يحاولوا اختطافه مرة أخرى.

وعلينا أن نعمل جادين على عدم السماح بعودة الجماعة الخائنة إلى المشهد أو نمكن أي من عناصرها الضالة المجرمة من أي مفصل من مفاصل العمل العام، لأنهم خطر ، طبيعتهم الغدر والخيانة والكذب والعمالة لمن صنعهم ويديرهم ويوفر لهم الدعم الفنى والمادى و التكنولوجي والاستخباراتى.

جماعة الإخوان الإرهابية هي الحاضنة الأولى لكل التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، مثل داعش والقاعدة، مصر تعتبر الدولة الأولى التي واجهتهم ولن تنصب لهم راية فى مصر مرة أخرى .. و نجحت في حصار الإرهاب في نقط محدودة وحماية حدودها مع دول ملتهبة ومقسمة بيد الإرهاب كما فى ليبيا وسوريا والعراق واليمن وتونس .

وبعد 30 يونيو سلكت قيادة مصر طريقان: بناء الدولة من جديد وفق متطلبات العصر .. وطريق محاربة الإرهاب وفضح مخططاته والدول الداعمة.. و تمتلك مصر بفضل الله حاليا أوراق ضغط هائلة ذات تأثير علي أرض الواقع تساعد على تنفيذ سياتها وتحقيق نفوذها الإقليمي وحماية مصالحها.. و تمد يدها للتعاون والمنفعة المتبادلة والسلام دائمآ مكاسبه أكثر والتعاون منافعه أعظم من تجارة الحروب وتخريب الأوطان.

ان الانسان المصري البسيط الذي يتحمل كل الضغوطات وزيادة الاسعار و قرارات الاصلاح الاقتصادي ويدعم وطنه لا يقل عن المقاتل الذى يحبط مئات العمليات الإرهابية قبل تنفيذها ويحارب الارهابين ومن يساندهم في جبهات القتال داخل وخارج مصر حتى يؤمنون حياتنا و يحمون أعراضنا .

زر الذهاب إلى الأعلى