ماجدة حسانين تكتب : أحرقت غيطان الذرة

كان الأمر صعباً
حين أخذتني أمي من يدي
للقس الطيب بعدما فشل شيوخ قريتنا من إخراج الجن الذي تلبسني ” هكذا كانت تظن ”

لم يفعل جديداً غير أنه قرأ علي رأسي كتاباً آخر لله
شمتن بي أمهات من رفضت الزواج من أبنائهن ، كن يأتين ليكدن أمي كل مساء يسألن
كيف حال المجنونة

لم أفعل شيئاً مجنوناً
فقط حين أخبرتني أنك ستزورني يوم الإثنين ، أشعلت النار في غيطان الذرة لتعرف الطريق لبيتنا

لم أسمع صوت هاتفي إلا بعد مغادرة عربات الإطفاء يوم الخميس
لا أعرف لم لا يسمحون لي بصلاة الجمعة في هذا المكان ، كل الأشياء هنا بيضاء
الأسرة ، الجدران ، وجوه وملابس رجال يضعون على أكتافهم سماعات كشف تصاحبهم بيضاوات يطعن القنينة المعلقة بحقنة بينها وبين يدي وريد ممدود
الغريب أن أول ورقة كتبت فيها رسالتي وآخر ورقة التاريخ فيها زاد عامين
علي طرف الأوراق مطبوع إسم لمستشفى، أظنهم يحتاجون لمعرفة من أشعل النيران في “المندرة ” المتجمع بها النسوة الكائدات لأمي

لم يسمحوا لي بالقلم لأكتب
أكتب لك بالماء
أريد أن أخبرك سراً
لقد أحرقت غيضان الذرة لتتعرف على بيتنا

زر الذهاب إلى الأعلى