حسام الفحام يكتب : كيف تعطش مصر.. ونيلها من أنهار الجنة

عندما يتكلم الله عن انهار الدنيا  فى القرآن الكريم التي نراها ونشاهدها يستخدم : وجعل خلالها وسخر لكم تفجر الانهار خلالها ويجعل لكم انهارا .. اي ان انهار الدنيا كلها ظاهره وليست باطنة.. اذن القاعدة في القرآن ان انهار الدنيا ظاهرة دائما وأنهار الجنة باطنه دائما.

قال تعالي: أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا ﴿61 النمل﴾.. وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ ﴿٣٢ ابراهيم﴾.. وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا ﴿١٥ النحل﴾.. أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا ﴿91 الإسراء﴾.. وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ﴿٧٤ البقرة﴾..وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (نوح12).

وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ ﴿ 6 الأنعام ﴾ .. وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ  51 الزخرف)

و نأتي الي أحاديث رسول الله ونربطها بما استخلصناه من القران تجد ان النهران الظاهران هما النيل والفرات اما النهران الباطنان فهما نهري الجنة.. عندما كان رسول الله في السماء الدنيا لم يذكر الا نهري النيل والفرات دون نهري الجنة.

في حديث الإسراء والمعراج :صعد النبي : إلى السماوات برفقة الأمين جبريل ” …فَإِذَا هُوَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا بِنَهَرَيْنِ يَطَّرِدَانِ فَقَالَ مَا هَذَانِ النَّهَرَانِ يَا جِبْرِيلُ قَالَ هَذَا النِّيلُ وَالْفُرَاتُ عنصرُهُمَا..”الحديث عن أنس بن مالك ورواه البخاري.

كيف يكون النيل والفرات نهران من الجنة وكيف يري رسول الله أنهار الجنة ونهري النيل والفرات في نفس الوقت..يجب ان نتذكر من اين عرج رسول الله فقد عرج من القدس وعندما يصعد من القدس الي اعلي فما الذي يمكن ان يراه في هذا الوقت .

هل يري مدنا شاهقة الارتفاع هل يري نيويورك هل يري أنوار الدلتا..ام تختفي كل المنازل والعشش التي يسكن فيها البشر ولايري من اعلي الا أكبر نهرين في محيط الرؤيا وهما نهري النيل والفرات.

رسول الله صلى  الله عليه وسلم  يصعد الي أعلى في طبقات الغلاف الجوي مع جبريل فيري منابع النيل و منابع الفرات مصادر الانهار.. يري مرتفعات و هضاب الحبشة التي يصل بعضها الي 4000 متر فوق سطح البحر وهي المرتفعات المسئولة عن 84% من مياه النيل.

ويري رسول الله صلى  الله عليه وسلم  جبال طوروس التي يصل ارتفاعها الي 4000 متر وجبل أرارات الذي يصل ارتفاعه الي 5000 متر والتي تكون نهر الفرات من المياه الهابطة منها..ثم يصعد الي اعلي فيري مصادر المياه التي يتكون منها النهرين وهي تهبط علي الجبال..وهذه المصادر هي البرد والثلج والسحب المحملة بالمياه.

ثم يصعد رسول الله صلى  الله عليه وسلم  الي اعلي فيري العناصر التي تكون مياه نهرى النيل ودجلة  من عنصريها الاكسجين في طبقة الاوزون والهيدروجين في الطبقه التي تعلوها..اليس هذا معني عنصرهما التي وردت في حديث الإسراء والمعراج.

اين رسول الله صلى  الله عليه وسلم الآن هو في السماء الدنيا التى تحتوي علي الجنة الاولي من الجنان السبع ففي كل سماء جنة واول سماء هي السماء الدنيا..ولكن لا نستطيع ان نري هذه الجنة لأنها في ابعاد اخرى غير ابعادنا وتردد اخر لا نستطيع رؤيته.

إذن و رسول الله صلى  الله عليه وسلم  في السماء الدنيا يري نهران ظاهران يهبطان من عنصريها الاكسجين والهيدروجين الي الارض حيث جنة أصحاب الأعراف ..فالاعراف هي جنة الأرض لأناس تساوت ذنوبهم مع حسناتهم فلا هم في الجنات السماوية ..ولا هم في جهنم في باطن الاراضين السبع.

يبقي سؤال اذن ما علاقة سدرة المنتهى التي تقع فوق السماء السابعة بـ 4 انهار 2 في الجنة السماوية الأولى و2 يهبطان الي الأرض علي الجبال لتتجمع مياههما ويكونان النيل والفرات.

حل هذا اللغز في قول رسول الله صلى  الله عليه وسلم  :”رفعت لي السدرة” اي رفعت أمام ناظريه  ولم يقل عندما بلغت السدرة .. فالمعني يختلف جذريا فقدرات رسول الله قبل بدء الإسراء والمعراج تغيرت تماما ..”رفعت لي السدرة، فإذا أربعة أنهار: نهران ظاهران، ونهران باطنان، فأما الظاهران: فالنيل والفرات، وأما الباطنان: فنهران في الجنة”.

شجرة سدرة المنتهي تربط كل السماوات وكل الجنان..ولذلك عندما رفعت للنبى صلى  الله عليه وسلم  رأي الأنهار تجري تحت جذورها من السماء الدنيا، فلا توجد شجرة يمكن ان ترفعها دون جذورها والمياه لاتأتي الا من الجذور

وما يؤكد ما وصلت اليه ان قول عِيَاض: إِن الحديث يدل على أن أَصل سِدرَة المُنتَهَى في الأرض لكونه قال: إن النيل والفرات يخرجان من أصلها، وهما بالمشاهدة يخرجان من الأرض فيلزم منه أَن يكون أصل السدرة في الأرض،

ولكنها لا تصل الارض بل تصل الي السماء الدنيا الى الغلاف الجوي للارض وطبقاته الدنيا اي الي الطبقات التي فيها عناصر النهرين وبداية مصباتهما..!!

” إذا انخفض منسوب النهر، فليهرع كل جنود الملك ولا يعودوا إلا بعد تحرير النيل مما يقيد جريانه “..عبارة منقوشة علي جدران مقياس النيل بمعبد حورس في مدينة إدفو .

ابعد كل هذا التكريم وتعطش مصر والله لن يضر الله كنانته.

القادم مبهر.. والله الموفق والمستعان.

زر الذهاب إلى الأعلى