الشاعرة مني عثمان : القراءة تثري الفكر وتعمق الإحساس والليل ميقات الحنين وبلورة الأحلام

كتب وسام الجمال
الشاعرة مني عثمان شاعرة ومبدعة فى زمن قل فيه المبدعين ، موجة هاربة من محيط السكون تلاحق الغيم في سماء الأبجدية. تصف طفولتها بالمرج الخصب للخيال ، والكتابة بأصل ضارب في عمق الروح والعقل ، والقراءة بمفاتيح الادراك وتعميقا للفكر والإحساس

تقول منى مرحلة الطفولة هى المرج الخصب للخيال الذي لا يحده مدى واعتقد ان في تلك الفترة كانت تتشكل البذور التي في العمق لتزهر مع الوقت سنابل حرف
فالكتابة ليس حدثا مفاجيء او عابر إنما هى أصل ضارب في عمق الروح والعقل تنمو بالوقت والتجربة طالما أن مَلَكة الكتابة موجودة
لا أذكر بالطبع اول قصيدة كتبتها…لكني اتذكر جدا أول قصيدة رسخت داخلي أنني رهن للأبجدية ورهينة للحرف .
تضيف كتب ان الكاتب نتاج أحداث متلاطمة ومشاعر متفارقة لو ظل على حال ثابت ماكان الابداع سمته
هو دونما قصد حصيلة تجارب وانفعالات وتأثر
هذه التركيبة هى التي تفرز اشكالا مختلفة وانماطا شتى لحرفه وهذا التفاوت النبضي يخلق أفقا واسعا للإبداع
وهذا مايثريه هو أولا قبل القارىء.

تقول التأثر سمة اساسية لأي شاعر ..كلنا مررنا بتلك المرحلة اقصد كل من اتخذ القلم رفيقا
المهم ألا نترك التأثر يطغي ويمحو اثرنا نحن وشخصيتنا حين نكتب ولكل مرحلة كان لها أعلامها ممن أثروا فينا وأثروا فكرنا
في بداياتي قرأت كثيرا لنزار وفاروق جويدة ثم جذبني محمود درويش ومظفر النواب ومعين بسيسو
ثم قرأت مترجمات لبودلير وارتولد بريخت واسماء اخرى لا اذكرها الآن
بالطبع القراءة تفتح مدارك وآفاق كثيرة وتثري الفكر وتعمق الإحساس وتصّقله
يخسر كثيرا من لا يقرأ
والامتحان يكون في كيفية الهروج من كل تلك العباءات بشخصك أنت دون أن تصطبغ بما قرأت ودون أن تصبح نسخة مكررة لأحدهم .

الشاعر شخصية مختلفة نعم
صعبة فيها قولان
لانه غالبا مظلوم في هذا القول
هو صعب لنفسه وعلى نفسه
هو انسان يجتر الألم بأثر رجعي.يعاني الحدث بشكل مكثف وعلى غير العادي
لذا ردات فعله قد تؤخذ عليه فيقال انه صعب بينما هو في الواقع من ذوي الاحتياجات الخاصة في كل شيء نظرا لرهافته المفرطة تجاه كل شيء .

وعن أي الأوقات التي ترينها مناسبة لولوج عالم الكتابة !؟
هل ينتابك الملل بعد ولادة قصيدة !؟

تقول الليل لي ميقات الحنين وبلورة الأحلام ومهاض الحروف نادرا ما اكتب في غير الليل هو موعدي مع نفسي حيث انسكب حرفا فوق السطور ! وبعد كتابة القصيدة اشعر بفرحة المخاض ووجه الوليد ربما بعدها يجتاحني شعور أنها ليست هى التي أريد…وأن بداخلي دفق أكثر عمقا وكثافة مما كتبت
ومن ثَمَّ تعاودني نوبة الاحتياج والفرار إلى رياض الأبجدية.

وعن قصيدة النثر تقول
قصيدة النثر حجر زاوية في صرح الإبداع شاء من شاء وأبى من أبى.وأي جدل يثور حولها أو ضدها هو مجرد زوبعة فارغة لا ولن تسفر عن شىء ولا أحد يختلف عن أن بعض القصائد العروضية الموزونة كما قال الكتاب…قد تخلو تماما من أي روح واي نبض وأن الكثير الكثير من قصائد النثر تضج بروح وعنفوان نبض ينقلك من مكانك حيث شاء لك كاتبها.

كتاباتي هى رصد وتدوين لمشاعر المرأة
في كل حالاتها ومزاجيتها وانفعالاتها بكل مايمر بها ويؤثر فيها وفي قراراتها وردات فعلها
هى كيان أنثوي يواجه جهات شتى ويخوض معارك بعضها اجباري وبعضها اختياري
والقليل منها وهمي نتاج مخاوف كثيرة وتراكمات عمرية متباينة

اقربهم إلي.الجملة التي تقول كلهم اولادي هى جملة صحيحة جدا لانهم كلهم أنا…منى ومايعتلج داخلها
أما اقربهم….فهو الذي لم ينشر بعد.

زر الذهاب إلى الأعلى