عزة عز الدين تكتب : زخات المطر

ومع زخات المطر نستنشق نسمات باردة تفوح برائحته فتزيل آثار الألم العالق في الصدور وتحيي بداخلنا الأحلام من جديد.

تتلاقى الوجوه المطلة من النوافذ ربما لأول مرة منذ وقتٍ طويل، وتتبادل عبر القطرات بسمات، ثم يغمرنا الحنين لطفولتنا وماضينا وقلوب طيبة فقدناها وقد احتمينا يوما بدفئها حين شاركتنا زخات المطر.

نفتحّ ذراعينا ونود لو نحتوي الكون كله بضمةٍ حانية بعد أن عادت الأشياء لحقيقتها دون زيف أو كذب.

أيها اللؤلؤ المنهمر الآن بغزارة، و ببهجةٍ تقنا إليها أشعلت بداخلي الأمل، وأنطقت لساني بالدعاء، وحمّلت قلبي الرجاء.

أيها اللؤلؤ المنهمر المحمّل بعبق الذكريات وطيف الراحلين وحنين المحبين أخبرك أن الحياة قد ابتهجت بك اليوم.

وأحملّك في ذراتك عتاباً للغائبين يخبرهم أنا لا نطيق الانتظار، ثم سلاماً للحاضرين يحدثهم بحكايةٍ أخرى.

أيها اللؤلؤ المنهمر لا تطل الغياب فبك تزهر الورود وتصفى القلوب و تجود الأقدار بكل جميل.

زر الذهاب إلى الأعلى