أسماء جلال تكتب :نائِمون

على مَنْ تُنادي؟
الجميعُ هنا…نائمونْ
وكُل النوافذ مُغلقةٌ…بحماسٍ شديدٍ وأسوارُ هذي البيوت عَلَتْ بمقدار قاماتِ خوفكَ مِن غَدِكَ المستكينْ
على جانب الطرقات..زئيرُ الرياح،ورجفُ الصدى،
وارتباكُ السنينْ
مُكررةً…ليس ثمّة شيء جديد يلوحُ

لِمَن ستُعِدُّ الفطائرَ والشايَ؟
من يستحقُّ دمكْ..؟
ومن تتهيّأُ كي تتدفّقَ فيه
وتخلقَ مِن طِينهِ هيئةَ الطير
تنفُخَ…ثم يكونْ..
على مَن تُنادي؟!

الجميع هنا نائمونْ..
وبئرُ الأماني هجيرٌ..
تداعت به غافلاتُ الظنونْ
يداكَ اللتان تُثير المساء بدفئهما لم تَعُدْ..
طمسَتْها يدُ العابرينْ
علامَ تُطِلُّ نوافذُ بيتكَ؟
غيرَ خريف الليالي
وموتٍ مؤجّل
يملأُ شهقةَ رُوحكَ،
دمعَ اشتهائكَ،
رجعَ الظلال الحزينْ
ترَفَّقْ….

فليس سواكَ هُنا..
وطقطقةُ البابِ
همسُ الستائرِ
نبْضُ الملاءاتِ
رأسُكَ مُمتلئٌ بالمواعيدِ
وجهُكَ ما بين كفيكَ راهبُ صمتٍ حزينْ
وهُم نائمونْ!!
يمُرّونَ فوقَ شوارع رُوحكَ..
فوقَ غُبارات فقْدِكَ..
يعرِفُهُم كُلّ شِبْرٍ بأرضِ وريدِكَ..
ثمّ إذا ما جهرْتَ بشَوْقِكَ في وجهِهمْ
يُنْكٍرونكَ ..إِذْ يُنْكِرونْ…!!
فتُصبِح لا شيءَ
لا وقتَ..
لا ضَوءَ..
لستَ سوى قِشرةٍ في جدار الأنينْ..

فيا أيّها العابِرونْ..
أنا الضَّالُّ…
ما زِلْتُ أفرشُ كُلّ مَساءٍ زوايا فؤادي لكُم
وأُنادي….ولا تسمَعُونْ!
يُبادِرُني الموتُ…
يوقِظُ وحشةَ عُمْري
ويَصْرعُ هَدأةَ رُوحي…
وأزْعُمُ أنّي مُعافًى وأنّي بِخَيرٍ
وأنَّ المُحِبّينَ آتُونَ هذا المساء
فهُم وعدوني..
وهُم صادقونْ.

زر الذهاب إلى الأعلى