حسام الفحام يكتب : مصر وكورونا والعالم.. وتريقة السفهاء

بعيدا عن تلاحق الأخبار والبيانات الدولية والاتهامات الدولية الرسمية التي تحدث بين الدول .. سواء بإتهامات الفشل بالتسبب في المرض ونشره في العالم أو الاتهامات الرسمية بتخليق فيروس  كورونا ونشره لضرب الدول الأخرى.

 

وبغض النظر عن تسابق الأمم والدول بتفعيل أهم مبادئ العلاقات الدولية وهى الاستفادة من المواقف الطارئة وتعظيم مكاسبها أو استخدامها للضغط على الآخرين ..و بعيدا عن السباق المحموم مع الزمن ما بين الصين وأوروبا وأمريكا في إنتاج الفاكسين المضاد للفيروس في أول أبريل للاستحواذ على التورته العالمية من بيع العلاج.

 

حقيقة مهمة جدا لازم الناس تعرفها..هل رأيتم أكذوبة الجنة الغربية وأوهام إن النظم الصحية الأوروبية والأمريكية سابقين مصر بسنين ضوئية ” كل ده طلع هجص”.. رأيتم الوعي الجمعي ملعوب فيه بتثبيت خيالات و اوهام إننا ضايعين و “عشان كده اللهم هجرة”!

 

المواطن الذى يعيش في إنجلترا أقدم وأقوى النظم الصحية في العالم يدفع دم قلبه حتى يشترك في نظام التأمين الصحى و عشان يتعالج يأخذ دور بعد 8 شهور وممكن بعد سنتين وفي بعض التخصصات في العمليات الخطرة يوصل الدور الى 10 سنوات .. الدكتور الخاص يكلفك آلاف الجنيهات الاسترلينية .. المصري المقيم ياخذ إجازة على حسابه وينزل طيران لمصر ويعالج بتكلفة زهيدة ويرجع.

 

قوائم الإنتظار في إنجلترا هناك تتعدي 4.3 مليون مواطن ..الضمان الاجتماعي ومرتبات البطالة فنكوش كبير وناس بتموت من الجوع في الشوارع . أكثر المشاكل الإجتماعية في أوروبا هي مشاكل المشردين الذين لا يجدون من يصرف عليهم أو على تعليمهم.

 

النظم الصحية التي تسبق مصر بسنين ضوئية في أول إختبار حقيقي لها سقطت . أعلنت منظمة الصحة العالمية أن أوروبا فشلت في منع انتشار فيروس كورونا و ان أوروبا أصبحت بؤرة نشر المرض في العالم . ألمانيا اعلنت ان 70 % من الشعب سيصاب بالمرض و ان انجلترا أخدت بإستراتيجية أسمها Herd immunity بمعنى مناعة القطيع … استراتيجية قائمة ترك 60% من الشعب تصاب بالمرض ختى ياخد الجميع مناعة من الفيروس.

الدول الأوروبية طوال الأسابيع الماضية لم تنفذ أي إجراءات كشف او متابعة في مطاراتها بالنسبة للمسافرين أو القادمين .. امس بدات منظمة الوحدة الأوروبية الاتفاق على اتخاذ إجراءات موحدة في المطارات و على الحدود.

 

مصر من أكثر من شهر ونصف بدأت بالفعل تأخذ إجراءات كبيرة في المطارات من الكشف المبكر و متابعة المسافرين من أول يوم يدخلوا فيها مصر لمدة أسبوعين .. وهي الإجراءات التى تعرضت للتريقة بجهل او لغرض مع الإشادات العديدة من منظمة الصحة العالمية باحترافية الإجراءات المصرية.

 

مصر هي الدولة الوحيدة التى تحركت بسرعة وفي الوقت كان العالم يتنمر على الصين و شمتان فيها .. راهنت مصر على نجاح الصين في القضاء على الفيرس وبالفعل نجح رهانها و بعثت وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد الى هناك لنقل خبرتهم في التعامل مع المرض من قلب الحدث و زيارة الوزيرة لها الأثر الكبير في تعاملنا وتعاملهم مع فيروس كورونا.

 

مصر ليست أحسن بلد بلاش جلد الذات والتقليل من دولتك والانجرار وراء الإشاعات الإخوانية و اليسارية و مرضي الدونية بإن دولتك فاشلة و الدولة مخبية الوفيات .. فيه 10 مليون مصري يعيش و يعمل بالخارج لا يوجد مصرى واحد منهم اتمسك في أي مطار بالخارج طالع من مصر مصاب بالفيرس .. الحالات التى قيل عليها مصابة رجعت لكندا و فرنسا “طلعت هجص” .. و إنهم يا إما اتكشف انهم عندهم كرونا بعد ما رجعوا من 18 يوم ..او كانوا في ايران و ايطاليا قبل رجوعهم .. يعني لم يصابوا بالمرض في مصر..و إن معظم الإصابات التى جاءت كانت راجعة من أوروبا أو أمريكا أو الخليج.

 

إن مصر قلعة الطب في المنطقة و قاطرة منطقة الشرق الأوسط في الطب الوقائي . و إن مصر تقيلة جدا جدا في موضوع التعامل مع الفيروسات و الجائحات و الوقاية منها …. و إختيار منظمة الصحة العالمية إن مصر تكون مقرها الإقليمي المسئول عن منطقة الشرق الأوسط ليس من فراغ .. و الإجراءات المصرية المتخذة حتي الآن بالخطط البديلة بتاعتها تم وضعها على أعلى مستوى من الحرفية و المهنية و تم مراجعتها من خبراء المنظمة الدولية و اللى أشادوا بها تماما.

 

مصر لديها خطط علمية و أجهزة قادرة على التعامل مع أصعب السيناريوهات ..إعرف إنك في إيد أمينة . و حضر نفسك لموجة كبيرة من الشائعات اللى حيطلقها أولاد الحرام . حصن نفسك بالثقة في النفس.

 

مصر بتثبت للمرة المليون إن رؤية الدولة أصح من تريقة السفهاء.. الإقتصاد العالمى داخل فى مرحلة ركود … وما عملته مصر مع الصين سينفعنا فى المدى القريب والبعيد.

 

ايها العالم المفيرس… عانينا كثيرا وأنتم تنعمون في جنة الشيطان… الآن جميعكم تعانون من شيطانكم.. ونحن في حفظ الرحمن.. وفي أمانة رجال صدقوا ما عاهدوا الحق المبين عليه.

 

مصر قدمت يد المساعدة للانسانية بتجميع كلاب النار عندها والخلاص منهم..وقدمت يد المساعدة للصين لمواجهة كورونا الإرهابي… وقدمت يد المساعدة للسعودية والكويت والإمارات… واليوم تقدم يد المساعدة لإيطاليا خاصة وأوروبا كلها!

 

إن التحدي الذي يواجه مصر ليس حماية نفسها… فهي أمن مكان على الأرض .. وإنما التحدي هو حماية العالم والإنسانية… ذاك قدرها عبر التاريخ…حمت العالم من المجاعة بـ خزاءنها… وحمت العالم من التتار بـ جيشها… واليوم تحمي العالم من الصهاينة بـ خيرة عقولها وقوة بأس جنودها وبسماحة وكرم وصمود رجالها وعظمة نساءها…!!!

الحمد لله مصر متأمنة بفضل ربها ثم برباط شعبها.

زر الذهاب إلى الأعلى