الدكتور فتحي حسين يكتب :كورونا وبيزنس الكمامات وأدوية المناعة ! 

 

 

دفع الهوس وحالة الرعب الذي تسببت فيه الست ” كورونا ” الملايين في مصر وربما في الدول العربية والغربية الي شراء المزيد من الكمامات والادوية المناعية التي تسببت في جشع تجار الصيدليات والادوية الي زيادة اثمانها الي اكثر من الضعف بمراحل كثيرة وصلت الي 20 جنيها للكمامة الواحدة في بعض المناطق بعد ان كان سعر الكمامة لا يتعدي الجنيه في الايام العادية !

 

ناهيك عن الإقبال على شراء الأدوية الخاصة برفع المناعة والمطهرات الكحوليات من الصيدليات ما أنعش بيزنس الإتجار بهذه المستلزمات والأدوية خاصة بعد توجيه كميات كبيرة من الصناعة المحلية للتصدير للخارج ما تسبب فى رفع أسعارها وخلق سوق سوداء لهذه المنتجات علي طريقة الاستغلال الصريح للازمة التي يعاني منها العالم كله وليس مصر فحسب !

 

وهذا ليس كلام في الهواء وانما هو تقرير حديث صادر عن مركز الدراسات الدوائية وعلاج الإدمان والذي اكد علي ارتفاع نسب شراء المطهرات الكحولية ” الهاند ووش أو الهاند جيل ” بالإضافة إلى الكمامات وبعض الأدوية الخاصة بالمناعة باعتبارها وسائل تساهم فى عدم نقل أى عدوى فيروسية أو ميكروبية وفى مقدمتها فيروس الكورونا!

 

علاوة علي طلب كبير وانتعاشه لبيزنس المطهرات الكحولية المستخدمة فى تعقيم اليد بعد الغسيل حيث بلغ سعر العبوة الــ 50 مللى 44 جنيها للواحدة فى بعض الصيدليات بينما ارتفعت أسعار المناديل المبللة بشكل كبير فقفزت بعض العبوات إلى 60 جميعا ! ولتر الكحول وصل الي 700 جنيه بعد ان كان ب20 جنيها! وهذه الاسعار لا تجدها الا في مصر التي لا ترحم شعبها في الغالب بعكس الدول المتقدمة التي تتعمد تخفيض الاطعمة والادوية والكمامات في وقت الازمة التي تعانيها شعوبها مثل ايطاليا وفرنسا حيث تفرض علي التجار البيع بنصف الثمن وباسعار منخفضة بعكس ما هو شائع في الدول النامية ومن بينها مصر !

 

والامر الاشد خطورة وسط تجار الكمامات والادوية المناعية الذي تمارسه معظم الصيدليات المنتشرة في البلاد هو ظهور كمامات ومطهرات فى السوق مجهولة المصدر وغير مصنعة وفقا للأكواد والمعايير الصحية السليمة لمواجهة الإقبال على الطلب الذى ظهر مؤخرا نتيجة انتشار فيروس كورونا حول العالم مؤكدا الماسكات غير المطابقة للمواصفات قد تكون سببا فى نقل العدوى بينما المطهرات غير المرخصة المصنعة فى مصانع بير السلم تكون خطرا لأنه غير معروف مكوناتها وتصل خطورتها لحد الإصابة بسرطانات جلدية.

 

كما ان هناك فهم خاطىء فيما يتعلق بالإسراف فى الأدوية والمستحضرات المتعلقة برفع المناعة – كما يري الاطباء المتخصصين – وهو أمر خاطىء تماما ولا ينصح بتناول أى دواء إلا تحت اشراف طبيب وضرورة تناول الأغذية الطبيعية التى ترفع المناعة!

 

ووفقا لمصادر طبية فان هناك أكثر من 50% من المنظفات التي تباع في محال المنظفات وعلى الأرصفة وفي الميادين الرئيسية في مصر، يتم تصنيعها في مصانع غير مسجلة أو حاصلة على موافقات وتراخيص رسمية وفي الظروف الطبيعية لا يجب استخدام هذه المنتجات لكن الوقع الحالي هو وضع استثنائي بسبب تحول فيروس كورونا إلى وباء عالمي، وهو ما يستوجب الحذر وعدم استخدام أي منتجات أو منظفات مجهولة المصدر أو لا تحمل اسما لماركة عالمية معروفة!

 

فمع ازدياد سعر الكمامات وادوية المناعة والمطهرات بانواعها ومع ازدياد حالات الوفاة بين العديد من الافراد في الجنسيات المختلفة في بريطانيا وفرنسا وايطاليا وامريكا وتركيا وعدد من البلدان العربية من بينها مصر ومع غلق مطارات معظم الدولة حتي يتم ضبط الامور والسيطرة علي الفيروس!

 

والسؤال الذي يطرح نفسه اين الاجهزة الرقابية واين جهاز حماية المستهلك للقيام بدوره وانقاذ ما يمكن انقاذه وعلي الاجهزة الرقابية ان تتخذ ضدهم قرارات رادعة و توقيع اقسي عقوبة ممكنة للحد من تلك الممارسات السلبية وتأثيرتها الضارة علي الاقتصاد الوطني .!

فقد اصيب الناس في بلادي بحالة من الفزع والهلع لاسيما بعد توقف الحياة تقريبا من وقف المدارس واغلاق المطاعم والنوادي والمقاهي عند السابعة مساءا واغلاق المساجد والدعوة الي التواجد في البيت طوال اليوم خلال هذه الفترة علي الاقل حتي يتم السيطرة علي المرض .

 

فليس امامنا الا اللجوء الي الله عز وجل حتي يزيل عنا هذا الكرب والوباء العظيم !

زر الذهاب إلى الأعلى