لاشك أن مانتعرض اليه ويتعرض اليه العالم هذه الأيام هي ظروف استثنائية ماتعرضنا لمثلها من قبل ، ونحن نسمع ونرى دول عظمي وإقتصاديات عتيدة تهتز عروشها من الجذور ، ونحن نمر بلطف الله في هذه الأزمة من إسبوع إلى أسبوع وبقدراتنا المحدودة علي جميع المستويات مقارنة بدول عظمى يضربها الفيروس فى قصور حكامها وحكوماتها ، ونحن رغم ما يرتكبه بعضنا من مخالفة لسنن الوقاية وتوجيها الدولة للحماية نحقق أعلي درجات الشفاء من الإصابة ، ونسب الإصابات الجديدة بفضل الله إلي الآن لا تشكل خطرا علينا مادمنا ملتزمين بالتوجيهات الصحية.
ويستدعى الأمر أن تصفو النفوس وان نصطف جميعا متكاتفين لمواجهة الأزمة والعبور منها بسلام وأن نضع جميعا أيدينا في يد الدولة لنخطوا نحو شط النجاة من هذا الوباء الذي يجتاح العالم ويهدد وجود دول عظمى .
فلا مجال للمعارضة وأساليب التصيد والبحث عن الأخطاء واسلوب التشويق الإعلامى بالمبالغة فى عرض السلبيات وتضخيم الأحوال الخارجة عن إرادة الجميع .
فما حدث مساء البارحة علي شاشة القناة الأولي المصرية يعبر عن خلل فى التناول الإعلامى بعرض مشاهد مصورة مساء يوم الأربعاء للناس على أنها تعبر عن الوضع الحالي ، فكان يجب على الأستاذ وائل الإبراشى أن يصور الأوضاع مساء أمس الأحد ليبين للناس الفارق مابين التكدس في اول أيام الحظر و الأوضاع بعد الإجراءات التى أتخذتها وزارة النقل لمنع هذا التكدس ، هذه هى الموضوعية والنزاهة في نقل الخبر وإظهار الحقيقة للجماهير والتى تعبر عن مبدأ اصيل فى التناول الإعلامى .
عزيز الإعلامى المحترم وائل الإبراشى ، أعلم انك لا تحتاج ان أصف اليك من هو ” كامل الوزير ” وما هي إنجازاته قبل او بعد توليه وزارة النقل والتى لاتخفى احد من أبناء هذا الشعب ، فليس الأمر عندى هو مجرد دفاع عن عن ” الفريق الوزير ” إنما هو دفاع عن وزارة النقل التى أشبه أن تكون بمعسكر دائم لخدمة الوطن والمواطن ، وانا اعلم جيدا مايعانية العاملون بهذه الوزارة من تعب وما يبذلوه من جهد فى كافة القطاعات لخدمة هذا الوطن.
وقبل ان اذكر ما قام به وزير النقل لمواجهة أزمة التكدس والزحام والتماشى مع قرار الحكومة بحظر التجوال مساء كل يوم وما أنا علي يقين انك تعرفه جيدا .
أرجو أن نتلمس جميعا العذر لإنفعال الوزير في مداخلته معكم علي الهواء أمس ، حين شعر انكم تريدون نسف ماقام به من مجهودات وإجراءات لمواجهة الأزمة وخدمة المواطنين من ركاب المترو والسكك الحديدية ومتابعته المستمرة والمباشرة.
فقد نزل لمتابعة معالجة التكدس والزحام فى اليوم التالي لقرار الحظر ، واصدر تعليماته بدفع بعدد ١٧ قطار بالخطوط الثلاثة لمترو الأنفاق ، ولعل ذلك هو الحد الأقصى لما يمكن إستخدامه للحفاظ علي مسافة ووقت التقاطر الآمن علي خطوط المترو . ثم وقف على ارصفة المحطات ليطمئن بنفسه علي نجاح الإجراءات التي اتخذت للمعالجة وركب إحد قطارات المترو والتقى ببعض الركاب وتحدث معهم.
ولكن يبفى السؤال هل ستنتهى قضية الزحام بالكلية ام ستأتي بعض الاوقات فى ايام معينة يحدث فيها تكدس ، والإجابة بالتاكيد انه سيحدث لأن القاهرة الكبرى يزيد سكانها عن ٣٠ مليون نسمة ، ووزير النقل ليس ” حاوى ” ولا يملك إخفاء جزء من المواطنين عند التكدس ،وليس مسئولا عن خروج هؤلاء من بيوتهم او ذهابهم إلي اعمالهم من عدمه ، وليس منوطا بتحديد او تنظيم مواعيد الخروج من المؤسسات والمصالح الحكومية والشركات العامة والخاصة .
وكل مايملكه هو تنظيم ودعم مرافق النقل التي تديرها الوزارة وتقديم مايستطيع من خدمات للمواطنين وركاب وسائل النقل الجماعي التابعة للوزارة ، وهذا مالم تقصر فيه وزارة النقل بقيادة الفريق م. كامل الوزير.
وحين علم الوزير بتكدسات تحدث فى قطار الزقازيق اليوم ، وجه للدفع بقطار مميز إضافى بعد القطار المشار اليه مباشرة.
وحين تأتي بعض القطارات من المحافظات الي القاهرة مساء بعد وقت الحظر بسبب التهدءات المعلنة نتيجة اعمال التطوير والصيانة الجارية بخطوط السكك الحديدية ، يجد الراكب بعد نزوله من القطار اتوبيسات فاخرة من شركة السوبر جيت التابعة لوزارة النقل توصلهم مجانا إلي المدن والميادين ، بعد أن نسق الوزير مع رئيس الحكومة ووزارة الداخلية لاستثناء هؤلاء من الحظر حتي يصلوا لبيوتهم.
كما اجتمع الوزير اليوم بقيادات السكك الحديدية لبحث حلول سريعة والدفع بقطارات إضافية علي الخطوط لإنهاء الزكام الذي قد يضر بالركاب في ظل مواجهة فيروس ” كورونا المستجد ” ومنع انتشار الوباء ، وهذا ليس بالأمر الهين لانه ليس هناك قطارات معلبة تملكها الوزارة وتخزنها للدفع بقطارين وثلاثة بالخط الواحد لإنهاء الزحام.
ومع ذلك قرر وزير النقل عقب اجتماعه بقيادات السكة الحديد ودراسة الخطوط التي تعاني من التكدسات ، الدفع ب ٢٨ قطار إضافي لدعم الخطوط التى يزدحم عليها الركاب.
فهل هناك ما تملكه وزارة النقل وما يستطيع أن يقدمه وزير النقل في قضية الزحام بعد ذلك ، هل يملك وزير النقل عصاة سحرية تغير الواقع ، بعد ان بذل مايملك من آليات وقدرات وطاقات الوزارة لمعالجة قضية الزحام والتكدس. إننا نحتاج فى هذه المرحلة أن نتطهر فى كل شئ على المستوي الشخصي والبدني والنفسى .
فلا مجال للمعارضات والتضخيم والتهويل والقاء الإتهامات على المجتهدين والمتميزين لإظهار امور لا داعي لها بهذه المرحلة . فنحن نحتاج إلي التكاتف لسرعة معالجة السلبيات وليس تضخيمها واظهارها علي غير حقيقتها ، ولابد من مشاركة الإعلام في عمليات الإصلاح والتصويب وتعبئة الشعب نحو الإيجابيات ، وطرح حلول ومقترحات على المسئولين بالدولة وليس مهاجمتهم فقط. والله لقد تواصلت شخصيا مع الفريق كامل الوزير ، وعرضت عليه مالدي من مقترحات في هذه القضية ، وهذا ما املاه علي ضميرى المهنى فى هذه المرحلة . . .. أيها المواطن ، أيها الزميل الإعلامي أو الصحفي ، رحماكم بوزارة النقل.