محسن عليوة يكتب : ايجابيات كورونا
يعيش العالم بأسره فترة من أقسى فترات البشرية يعيشها بكل حسرة وألم التطورات المتلاحقة لفيروس كورونا الذى يفتك بالأبدان بمختلف بلدان العالم حيث لم تسلم اى بلد سواء كان متقدماً أو نامياً من هذا الفيروس القاتل ، ولم يسلم منه الرجال أو النساء وأيضاً بعض الأطفال ، منهم من فارق دنيانا ومنهم من لا يزال يصارع المرض ويتمسك بالحياة .
و مازالت البشرية تتطلع لأهل العلم أن يوفقهم الله للوصول الى علاجاً يعمل على إيقاف زحف هذا الفيروس القاتل لتعود للحياة بريقها من جديد .
ولهذا الفيروس بعض الإيجابيات على سلوكياتنا وتعاملاتنا وأخلاقنا، فقد أخرجت كورونا أخلاقاً حسنة وشيماً طيبة تمثلت فى اشكال التعاون والتضامن بين أفراد المجتمعات بمحبة ومودة ورحمة .
تجلت روعة الشعب فى تكاتف الجهود بين الجميع وزيادة التنسيق والتعاون بين مختلف مؤسسات الدولة والمواطنين من أجل تجاوز هذه المحنة التى ألمت بالعالم إلى جانب استمرار التعاون مع دول العالم لمواجهة مخاطر هذا الفيروس.
بعدما اصبح هذا الوباء يشكل تحدياً خطيراً للعالم بأسره، ويتطلب تضافر وتعاون جميع الدول والمؤسسات الدولية والشعوب لضمان صحة وسلامة الإنسانية جمعاء.
كما تجلت عظمة أطبائنا فى ما تقوم به وزارة الصحة و العاملين بالحقل الطبى من مجهودات أظهرت أهمية هذا القطاع فى مواجهة الوباء والعمل على التقليل من آثاره حفاظاً على سلامة الجميع بالحد من انتشاره .
كما انه من جمال الأخلاق التى تجلت على أبناء مصر خلال الأزمة تكاتف رجال الأعمال الوطنيين وأصحاب الأعمال بالقطاع الخاص الذين سارعوا الى التبرع بالمال والأجهزة والمستلزمات الطبية و توفير الأماكن لاستخدامها طبياً اذا إحتاج الأمر الى ذلك و رعاية الكثير من الأسر التى تضررت نتيجة تلك الأزمة من ركود لكثير من العمالة الغير منتظمة ، وظهور الكثير من المبادرات التى تدعم رجال الجيش والشرطة والجيش الأبيض العاملين بالحقل الصحى و غيرهم الكثير من النماذج المحترمة من أبناء مصر .
وعلى الجانب الآخر ظهرت بعض سلبيات الأخلاق والتصرفات مثل تخلى بعض أصحاب الأعمال فى القطاع الخاص عن بعض العمال وعدم تطببيق قرارات الدولة التى تعمل على سلامة العاملين ، والبعض الآخر الذى يسير خلف الشائعات التى تعمل على البلبلة وعدم الاستقرار والبعض الذى يقلل من المجهودات التى تبذلها الدولة فى مكافحة الفيروس والتى أشادت به منظمة الصحة العالمية ، وتخلى بعض رجال الأعمال عن دورهم فى الحماية المجتمعية.
حقاً يمكننا أن نقول أن كورونا إنتصرت على كثير من الأبدان ، لكنها وبكل تأكيد لم ولن تنتصر على اخلاقنا التى فيها عزنا وكل فخرنا والتى نسأل الله أن تظل باقية فينا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها،
قد يأخذ منا هذا الوباء بقدر الله أجسادنا ، ولكنه لن يأخذ من مبادئنا او يهزم الانسانية بداخلنا ، وذلك بتضامننا وتعاوننا فيما بيننا فالله جل جلاله فى عون العبد مادام العبد في عون أخيه .
و يجب توجيه الشكر والدعاء للقائمين على شؤون المواطنين من الأجهزة المختصة والذين برهنوا عن إنتمائهم ووطنيتهم المخلصة فى هذه الأزمة الصعبة على المستوى العالمى .
وجزى الله هذه الشدة كل خير حيث أوضحت جلياً حُسن أخلاق أبنائنا وجميل أفعالهم .
حفظ الله مصرنا الغالية وأبنائها من كل مكروه وسوء ورفع عنا البلاء والوباء والداء وأنزل علينا رحماته .
بقلم : محسن عليوة أمين عمال حزب حماة الوطن