الدكتور فتحي حسين يكتب: جروبات الواتس أب لاعمال الخير في المقطم
ربما كان الوجه الاجمل لعالم السوشيال ميديا الذي يحيط بنا من كافة الجهات ونعيش معه طوال اليوم سواء كانت شبكات تواصل اجتماعي كالفيس بوك والتويتر واليوتيوب والماسنجر والواتس أب وغيرها او مواقع الانترنت المختلفة هي قدرتها الفائقة علي تقديم اعمال الخير للمحتاجين باسرع وقت .
وفي كل وقت عبر تقنيات وسائل الاتصالات الحديثة التي جعلت من عالمنا الكبيرغرفة صغيرة يتعارف الجميع من بعضه بسهوله ويسر لاسيما ان شبكات التواصل الاجتماعي تعد من أبرز وأهم ما توصل إليه البشر في العصر الحديث، والتي تتيح للأفراد الاتصال المباشر والدائم مع بعضهم البعض، ونقل الأفكار، والمعلومات، والاتصال الودي فيما بينهم, وهذا ما جعل البعض يستخدمها في افعال الخير وتقديم المساعدة للفقراء والمحتاجين في هذا البلد وما اكثرهم .
وقد قادتني الظروف الي معرفة هذا العالم عندما انضميت لاحدي الجروبات في منطقة ” المقطم ” بوسط القاهرة ,وكان اسمه معبر عن هذا الحدث الكريم الذي يقوم عليه مجموعة من السيدات الفاضلات من سكان المقطم الذين وهبن انفسهن لعمل الخير فقط وتقديمه للفقراء المستحقين بالمقطم وخارج المقطم في بعض الاحيان دون الاعلان عن انفسهن واعمال الخير .
و يهتم الجروب بتقديم الادوية والاعانات والاطعمة في الشنط الشهرية للفقراء في منطقة الزلزال والهضبة الوسطي وغيرها من المنطق التي تعاني من شظف ارتفاع الاسعار وضيق ذات اليد وتتولي المجموعة بنفسها عن طريق احدي السيدات الافاضل شراء اللحوم والاطعمة وتعبئتها وتوصيلها الي المستحقين , ومنهن من يأتين بتبرعات عينية من ملابس واحذية وغيرها الامر الذي جعلني اشعر بالفخر لوجود هذا جروب لعمل الخير وتقديم المساعدات للفقراء لدرجة ان الجروب مخصص فقط للسيدات ويمنع اشتراك الرجال او الشباب الذكور فيه وهذا شيء يميزهم بالخصوصية والقوة في الوقت نفسه .
ناهيك عن وجود صفحات علي الفيس بوك تحمل اسم المقطم شارع 9 او الخدمات العقارية او تقديم المساعدات بالمقطم او غيرها مما يعود بالنفع علي اهالي المنطقة . واعتقد ان تعميم هذا النموذج المشرف وهو جروبات “المقطم ” لاعمال الخيرعلي باقي المناطق بالجمهورية سوف يكون له العائد العظيم علي فقراء مصر جميعهم وستتغير شكل الحياة الي الافضل !
فالفكرة التطوعية الرائدة بإمكانها أن تنتشر كالنار في الهشيم، وأن تحقق أغراضها بكل سهولة ويسر، مما يؤدي إلى زيادة الأعمال الخيرية في المجتمع المصري وربما العربي ايضا , وتساعد على نشر التوعية المجتمعية، من خلال حملات التوعية التي تقوم بها الجهات المعنية في الدول، أو التي قد يقوم بها بعض الأفراد الذين عانوا لفترة من مشكلة معينة.
حيث يؤدي ذلك الأمر إلى زيادة وعي المجتمع من المخاطر والأضرار التي قد تلحق به نتيجة تفشي ظاهرة معينة. فاعمال الخير من الأشياء التي يحبها الله سبحانه وتعالى وأمرنا بها كي نفوز برضاه والجنة، كما حث الرسول عليه الصلاة والسلام على عمل الخير، والالتزام بكل ما يوصل إليه، مما يرسخ الحب والوئام داخل المجتمع,ويجعل شكل الحياة أفضل!
وهذا ما دعا اليه الاسلام من إقامة مجتمع قوي متماسك، تسوده المحبة والوئام والترابط، تشجيعه على عمل الخير في مختلف الميادين، وتشجيع التنافس في البذل والعطاء بين أبناء المجتمع!
كما جاءت النصوص الشرعية الإسلامية تؤكد على عمل الخير، سواء في القران الكريم، أو من السنة النبوية الشريفة، بل جسد الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه نموذج لعمل الخير .
كما ان شبكات التواصل الاجتماعي قد احدثت نقلة نوعية في عالم الاتصالات، ونقل المعلومات، حيث صار بمقدور كافة الناس استخدام هذه الشبكات بطريقة سهلة، وبشكل مستمر ومن أي مكان وفي أي وقت، وبالمجان مما أتاح الفرصة لهم للاتصال فيما بينهم والتقرب من بعضهم البعض، وهذا الإقبال الكبير من قبل الأفراد على استعمال شبكات التواصل الاجتماعي أتاح استثمارها بشكل أكبر وأوسع من مجرد تناقل المعلومات والأفكار!
أمثلة على عمل الخير كفالة اليتيم ورعايته والاهتمام وتأديبه وتقديم المال والعطف والحنان له، وتعويضه عن حالة اليتم التي يعيشها. مساعدة الفقراء والمحتاجين، وتقديم المال لهم. إماطة الأذى عن الطريق. إغاثة الملهوف، وتقديم العون لعابري السبيل والذين تقطعت بهم السبل ! نموذج المقطم يمكن تعميمه بسهوله والمساعدة علي انتشاره بضوابط تضمن وصول المساعدات للمحتاجين فعلا من فقراء هذا البلد!.
