وسام الجمال يكتب :صديقتى ضرتى

عندما كانت تجلس بقاعة الأفراح متلألئة فى ثوبها الأنيق،والعروسان يتمايلان بانسجام على وقع الموسيقى الرومانسية،عاد بها الزمن عشرين عاما،عندما كانت فى الثامنة عشر من عمرها، وبالتحديد يوم زفافها إلى حبيبها الذي تحدت أسرتها والظروف لتفوز به زوجا،رغم أنه كان طالبا بالجامعة،ولم يكن لديه عمل،ووحيد لوالده رجل الأعمال الثرى.

كان والدها يخشى أن يعتمد هذا الشاب على ثروة والده وينفق منها على بيته حتى يبددها وخاصة أنه شاب مستهتر .

تلك القصة التي شهدت عليها أروقة شوارعهم العتيقة،وكانت تستمع إلى حكاياتهم وكلمات الغزل التى يتغزل بها إليها،إلى أن تُوِّجت فى النهاية بالرباط المقدس.

مرت اللحظات سريعة،وهي تتذكر كل ما حدث لها،وتلك الليلة التي انتهت بدخولها إلى بيت الزوجية بعد ليله صاخبة جمعت المطربين والراقصات،واستمرت حتى الساعات الأولى من الصباح.

فجأة..انتبهت إلى صوت صديقتها التى لم ترها منذ زمن طويل،وبدأ بينهما حوار حول الحياة وكيف صارت،وعدد أولادها وحال زوجها معها.
فقصت عليها كل ما حدث وإنجابها طفلها الأول والذي أسمته على اسم حماها،وكيف بدأ يكبر إلى أن حملت باخته التي كانت آية من الجمال،وكيف صارت الأمور معها ومع زوجها الذي عمل مع والده في تجارته وكيف وقفت بجانبه وساندته إلى أن أصبح رجلا ناجحا،وكيف تبدلت الأحوال فجأة، وأصبح دائم الخروج من البيت والسهر وعدم الاهتمام بها مما جعلها تشك في أنه تزوج عليها فعهدت إلى مراقبته أكثر من مرة،بالإضافة إلى تفتيش تليفوناته،لكنها لم تتوصل الي شيء حتى أخذت الأمور تزداد جفاء وتعقيدا،فقررت أن تصارحه بشكوكها وإهماله لها،

فكان رده عليها مستنكرا وأنها فقط ظروف ومسئوليات العمل التى تسرق منه الوقت.
ظل الحديث بينهما حتى توجهت بالسؤال إلى
صديقتها:وأنتِ كيف حالك الآن؟ ردت صديقتها لقد تزوجت من زميلي بالجامعة،لكنه طلقنى بعد أربع سنوات من الزواج؛بحجة عدم الإنجاب،وبعد فترة تعرفت على شاب متزوج أحبنى وأحببته وتزوجنا سرا حتى لاتعرف زوجته وأنجبت ُ منه طفلا.

مر الوقت،وأوشك الفرح على الانتهاء،فاتصلت صديقتها بزوجها ليحضر إليها كى يعودا إلى منزلهما معا،وعندما وصل خرجت الصديقة وبعدها خرجت هى من باب القاعة،وكانت المفاجأة فزوج الصديقة هو زوجها،فإنهارت من البكاء غير مصدقةوأسرعت إليه قائلة:طلقني فلم أعد لك ولم تعد لى،ثم توجهت بنظرات من العتاب الشديد والتأنيب إلى صديقتها قائلة:
ألم تجدين غيره كى تتزوجيه؟

زر الذهاب إلى الأعلى