وسام الجمال يكتب : السحور الأخير
جلس محمد مع أبنائه لتناول سحور اليوم السابع من ايام رمضان المبارك لكن وكعادته لابد أن يطلق ابنه أحمد العنان لخياله مع والده لكن هذه المرة طالبه بأن يحكي لهم طقوس الناس في هذا الشهر المبارك عندما كان صغيرا.
تنهد محمد تنهيدة خرج معها عمر طويل بدأ معه سنوات عمره التي وصلت إلي سبع وستون عاما.
نظر محمد الي أبنائه وقال لقد كنا في أيامنا عندما كنا أطفالا نجري ونملأ الشوارع ضجيجا باغاني رمضان الشهيرة مثل وحوي ياوحوي. ورمضان جانا وغيرهما من الأغاني الشهيره.
وكنا نمر على كل المنازل لناخذ العادة وهي عبارة عن قروش قليلة نمر فيها علي بيوت الأغنياء والفقراء علي السواء وكنا نلعب حتى يأتي موعد المسحراتي الذي كنا نسير خلفه مرددين مايقوله.
هنا نظر محمد الي زوجته هناء التي عاشت معه سنوات تخطت الأربعين عاما وقال لقد كان شهر رمضان سببا مباشرا في معرفتي بحب حياتي وعشقي والدتكم التي رأيتها لأول مرة عندما كانت تزور احد أقاربهم في شهر رمضان وأثناء دخولها عندهم لمحتها وكنت وقتها في آخر اعوامي الدراسية وعقب الإفطار مباشرة وقفت أمام منزلنا منتظرا خروجها ولم اصلي في هذا اليوم صلاة العشاء أو التروايح حتي خرجت وذهبت إلى والدي لأخبره عنها وفي اليوم التالي ذهب الي منزل جيراننا وعلم منهم انها زميلة ابنتهم في الجامعه وعرف عنوانها.
بعد انتهاء آخر اعوامي الدراسية ذهبت مع والدي وتقدمت لها وقمت بخطبتها وها هي الأيام تمر حتي وصلنا لاربعين عاما شاهدين علي حياتنا وما طرأ عليها من جميع النواحي.
تنهد محمد مرة أخري ووجه كلامه لابنه أحمد انت الان علي أبواب حياة جديدة مع ابنة خالتك تعلم من حياتي مع والدتك امنحها الحب والثقه لتنعم بحياتك.
قام محمد وصلي صلاة الفجر واتجه الي سريره ودموع عينه تنزل بعدما تذكر الايام الماضيه نام محمد وفي الصباح توقظه زوجته للذهاب الي مقر شركته لكنه لم يجبها لقد كان يحكي لهم وينصح ابنه الكبير وكأنه يودعهم.