وأيّامٌ…بلا وَرقٍ
كما لو أنّ أجسادًا..بلا أنفاسْ
مَلأْتُ الأرضَ ألحانًا على حبي
فعَلّمتُ الطيورَ الشّدْوَ والإيناسْ
وعارَضْتُ الهُمومَ قصائدًا للفَرْحِ حتى
صفّقَتْ فرَحًا دموعُ الناسْ!
وراقَصْتُ المُنى ليلًا
أقَمْتُ الحفلَ في ساحاتِ وجداني
ودَقّتْ في دمِي الأجراسْ..
ولَمّا أنْ تَهيَّأَ كُلُّ ما بي
واستوى عرشُ الهوى..
واجتَرَّ مِن نبضِ الشفاه الكاسْ
أتاني صوتُ مَن أهوى لهيبًا:
” أحبكِ..
غيرَ أنَّ الوقتَ وَارَى نشوتي..
لمْ يُبْقِ لي إلا شجونَ القلبِ،
آلامَ العِظامِ،
ومُرْهِقاتِ الراسْ..
وها عيناكِ..
واقفتان ما بيني وبينَ الموتِ..
أستجدي بضوئهما غرامًا غافلَ العُمرا
فراحَ القلبُ يأمُرُني بما ائتَمرا..
ويَحكيني….ويكتُبُني…
ويا وجَعي إذا ما باحت الأقلامُ للكُرّاسْ!! ”
فقُلْ يا أيها العاشقْ…
ويا مَن بالجوى قد شاقَهُ الوسْواسْ
أنا مَن نَبَّهَتْ عيناكَ رُوحي..
وكانَ الموتُ يزرعُ كلَّ أُمسيةٍ
على أبوابها الحُرّاسْ
فكيفَ الآن تُرْدِيني اشتياقًا؟
وتَصلبُني على سفحِ الوَلَهْ؟!
أمَا عُلِّمْتَ: “مَن أحيا مَواتًا..فهي لَهْ” ؟
وإنّي لكْ
ولو بالعُمر ساعاتٌ تُؤرّخُني على كفَّيْكَ
تكفيني لأبقى عشرَ أعمارِ
بِحُبِّكَ أنتَ…قد جاوزْتُ أزمنتي وأقداري
فكيفَ يخافُ موتًا..
مَن – بإذنِ اللهِ – أحياني..
وخَلَّدَ في عُيُوني الحرفَ والإحساسْ؟!