منوعات

الموعد : بقلم هالة العكرمي

لحظات مؤلمة لم أعد أطيق الألم البدني والنفسي الذي سببه لي، فقد ازداد حدة في الآونة الأخيرة، وقررت ان أنهى هذا الأمر اليوم، فلم علي أن أتحمل كل هذا الألم لهذا الحد، خاصة أن أحداً لم يشعر بي، وأنني وحدي من أعاني ليلاً ونهاراً من جراء الألم النفسي والبدني.

استجمعت قواها، وحسمت أمرها وتوجهت في ثبات إلى حيث يمكن إنهاء الأمر، كانت تسير في خطى مرتبكة، وقد أصابها القلق كثيرا من هذا اللقاء الذي طالما حاولت تأجيله، أو حتى البعد عنه، لكنها في الفترة الأخيرة، لم تعد تتحمل، وقد ساءت حالتها كثيراً، لذا اتخذت قرارها دون أن تهتم بآثاره التي قد تنتج عنه.

أصبحت على مقربة من المكان، ها هي قد وصلت، زاد القلق أكثر، فكرت في ان تتراجع عما اقدمت عليه، لكن الوقت قد فات، دلفت إلى المبنى، صعدت عدة طوابق، حتى وصلت، وهناك وجدته في انتظارها، حسب الموعد المحدد سلفاً الهاتف، دعاها بلطف إلى الجلوس، زاغت عيناها يميناً وشمالاً، لكنها أدركت أن عليها الإستسلام له، فقد أتت إليه بإرادتها الحرة، لم يعد يتسنى لها أن تتراجع أو تعود مرة أخرى، أغمضت عينيها، ثم بدأ هو ودون تهاون في إنهاء مهمته، حتى انتهى في غضون دقائق، وأمسك ظافراً، ودعاها لتفتح عينيها، ففعلت، ونظرت إليه في تألم وقالت:

أهذا ما سبب لي الألم القاسي في الفترة الماضية يا دكتور.
إنه ضرس العقل كما يقولون يا سيدتي، حمداً لله على سلامتك.

زر الذهاب إلى الأعلى