Site icon بوابة العمال

نجوي ابراهيم تكتب : البرلمان يغتال التنظيم النقابي ويبيع تركة عبدالناصر

حقا انه اليوم الاسود في تاريخ شركات قطاع الاعمال العام وممثلي العاملين بمجالس الادارات ، يعتصرني الالم وانتابني شيئا من اليأس وغصة في الحلق ، بعد ان شرع اعضاء مجلس النواب اليوم في كتابة شهادة وفاة الشركات الوطنية ، ومحو ما تبقي من تركة الزعيم جمال عبدالناصر ، والقضاء علي قطاع الاعمال بزعم تطويره .

موافقة مجلس النواب علي مجمل تعديلات قانون قطاع الاعمال العام وإحالتها الي الفتوي والتشريع ، هي اولي خطوات القضاء علي اكثر من ٥٠ شركة وطنية سيتم تصفيتها نتيجة الخسائر، وهو ما يتحقق من خلال المادة
(٣٨) التي تنص على ان الشركات التى سوف تصل خسائرها الى كامل رأس المال يوجب القانون الجمعية العمومية برفع رأس المال وفى حالة عدم رفع رأس المال يتم تصفية الشركات .

ليس هذا فقط ، فاليوم اغتال مجلس النواب التنظيم النقابي العمالي ، ونسف كل ثوابته وهو ما تؤكده المادة ( 21) والتى قلصت عدد المنتخبين حيث ينص القانون الحالى على ان العاملين يمثلوا بأعضاء مجلس ادارة منتخبين عددهم 50% من عدد المجلس عدد يساوى اعضاء مجلس الادارة المعينين بالاضافة الى رئيس اللجنه النقابية كعضو مجلس ادارة دون صوت معدود، ليصبح فى التعديل الجديد تمثيل العاملين بعضو او عضوين على الاكثر والغى تمثيل رئيس اللجنة النقابية .

سيشهد التاريخ ويسرد المؤرخين تاريخ الحركة النقابية العمالية التي خلال سنوات قليلة ستصبح ذكري يتحدث عنها عمال مصر.

للمرة الثانية تغتال القوانين الحركة والتنظيم النقابي ،فالقانون الاول هو قانون المنظمات النقابية الذي اجريت من خلاله الانتخابات النقابية منذ عامين ، وهو نفسه القانون الذي همش واضعف العمل النقابي وانتقص من حقوقه ومزاياه ،ووضع العراقيل امام اصحاب الخبرات والصقل النقابي ، لتصبح الاغلبية النقابية لمن يخوضها لاول مرة لاضعاف التنظيم وافراغه من الخبرات .

وها هو قانون قطاع الاعمال العام بتعديلاته ، جاء ليقضي علي ما تبقي ، فعلي الرغم من اقلية العمال في مجالس الادارات وعدم مقدرتهم علي الاغلبية ، ولكن كما يقولون “نصف العمي ” ولا العمي كله .

يشهد الله ان هناك من المخلصين والمحبين لهذا الوطن دافعوا باخلاص عن مقدراته وشركاته ، وارتفعت صرخاتهم من اجل الحفاظ علي شركات الدولة قبل ان تقع الدولة تحت رحمة شركات القطاع الخاص ، الذي خذلها في اول اختبار حقيقي وهي ازمة كورونا ، ولم تسند الدولة سوي شركاتها وعمالها .

يشهد الله ان التنظيم النقابي كان به رجالا دافعوا عنه وعن تاريخه ، وتمسكوا لاخر لحظة بالدستور والقانون والمواثيق الدولية ، ولكن يعلم الله ان هناك من تخاذل ومن مسك العصا من المنتصف ، ومن سعي لينجو بنفسه .
استقيموا يرحمكم الله

Exit mobile version