Site icon بوابة العمال

بعيد عنك :بقلم وسام الجمال

وقف في وسط صالة منزله يتمايل طربا مع إحدي اغاني أم كلثوم متذكرا ذكرياته مع هذه الأغنية التي كانت قاسما مشتركا بينه وبين حبيبته التي أقسم ألايتزوج بعدها؛فهى التى جعلته يحب الحياة بعد أن كان يائسا بسبب فقره الشديد وشجعته على أن يكون رجلا ناجحا يبدأ من الصفر حتى يصل للقمة.

تذكر أول لقاء بينهما عندما كان يبحث عن عمل يساعده في إكمال دراسته،فهو الولد الوحيد لأبيه ذاك الموظف الصغير الذى لا يكفيه راتبه لسد حاجة أبنائه الثلاثة.

فقد بحث كثيرا فى العديد من الشركات والمحلات عن وظيفة،وفى يوم دخل إحدى الشركات فقابلته وقالت له لسنا بحاجة إلا إلى عامل بوفيه،فترك المكان ومشى لكنها لحقت به وأقنعته بالموافقة خاصة وأن مظهره يحتاج فعلا للعمل،فقدم لها اعتذارا لأنه طالب جامعي ويريد عمل يوفق بينه وبين دراسته،وعدته أن تساعده في ذلك فوافق على الفور متشككا في رغبتها على أن يوافق على العمل في تلك الشركة التي كانت تعمل في نشاط العقارات والبناء.

مرت الأيام والسنوات وهو يوفق بين دراسته وعمله إلى أن لاحظ أنه يستطيع أن يعمل في هذا المجال من خلال التسويق بين أقرانه خاصة الأغنياء منهم وبدأ فعلا حتي استطاع أن يطور عمله إلى خارج نطاق الجامعة،واشتهر بهذا العمل والفتاة مازالت تدعمه إلى أن جاءه في يوم صاحب الشركة وقال له لقد عينتك مندوب ولك نسبة أكبر من كل عمل وافق على الفور وذهب للفتاة التي فرحت فرحا شديدا وخلال فرحتها أخبرها بأنه يحبها صمتت لحظات ثم اعترفت له بانها أيضا تحبه لأنه طموح.
مرت السنوات وهي بجانبه تشجعه على المزيد حتى أصبح ذو مكانة في الشركة كبيرة وبدأت الأموال تنهال عليه مما دعاه لتأسيس شركة خاصه به فازدهرت في وقت قصير ثم اتفقا على إتمام الزواج بعد موافقة الأهل.

وأثناء إتمام مراسم الزفاف،تصطدم سيارتهما بسيارة أخرى لتلقى حتفها.

Exit mobile version