نجوي ابراهيم تكتب : عذرا اتحاد العمال
صدر اليوم بيانا صحفيا عن اتحاد عمال مصر ، يتناول ما تم مناقشته خلال مجلس ادارة الاتحاد الاخير المنعقد يوم الثلاثاء الماضي ، محتفيا من خلاله بما احدثته ثورة يونية من مكتسبات لعمال مصر ، وعن موقف اتحاد عمال مصر من تعديلات قانون قطاع الاعمال العام وانه سيسلك الطرق القانونية ،لاعتراضه علي عدد من المواد المتعلقة بالتنظيم النقابي .
ولكن ادهشني ما جاء بالبيان وظللت اعيد القراءة مرات اخري لاتيقن ان ما قراته صحيحا ، فقد جاء بالبيان ان ثورة يونيو اعطت قيادات الاتحاد ونوابه في البرلمان واعضائه بالاتحادات المحلية واللجان النقابية في كافة مواقع الانتاج الحق في الحديث بحرية كاملة ودون مضايقات عن مطالب العمال ، وهنا اقول عذرا اتحاد العمال ، لماذا الربط هنا بين ما حدث وبين ثورة يونية التي هب لها كل الشعب المصري بكافة طوائفه وليس عمالها فقط ، وهل كانت الافواه قبل ذلك مكممة للحديث عن حقوق ومطالب العمال ، هل الحديث بحريةاعطي قيادات الاتحاد بمجلس النواب المقدرة ان توقف القوانين التي انهت علي التنظيم النقابي وهمشت كثير من قياداته في اسوء انتخابات شهدتها الحركة العمالية واضعفت التنظيم النقابي وانتقصت حقوقه ، اليس قانون المنظمات هو من خرج من رحم مجلس النواب واضر بمزايا تمتعت بها اللجان النقابية والنقابات العامة لسنوات عديدة .
اية مطالب بحرية بعد وأد نسبة العمال والفلاحين داخل مجلس النواب ليتحكم في مقدراته رجال الاعمال ويبدأ ترزية القوانين في تفصيلها حسب ما يلائم رجال الاعمال للتنكيل بالعمال واضعاف صوتهم بالبرلمان .
عذرا اتحاد العمال لا تربط بين ثورة يونية وما يحدث بالساحة العمالية حتي لا نتجني علي الثورة ونوصمها بما لم تكن طرفا ولا دخل لها به .
انها الثورة التي خلصت مصر من اخوان الشياطين واعادت بناء مصر الحديثة حسب متطلبات العصر ، ثورة يونية شارك بها العمال واصحاب الاعمال وكل وطني محب لتراب هذا البلد ، ولكن استفاد رجال الاعمال من سطوتهم داخل البرلمان ، فهل استطاعت قيادات اتحاد العمال مواجهة ما يحدث ؟ اين قانون العمل الذي تشدقنا باهميته وحتميته لحماية العمال اليس هذا اهم مطالب العمال ، ليس المهم ان نتحدث بحرية ولكن الاهم ان نفعل مطالبنا ونحققها ، وان كان التنكيل بالبعض احد مظاهر الحديث بحرية ولدينا نماذج لمن يريد وبالمستندات .
الم تخسر قيادات اتحاد العمال معركتها مع تعديلات قانون قطاع الاعمال العام حتي هذه اللحظة ، وابرز مواده يقضي علي التمثيل النقابي ويعود بنا للخصخصة الناعمة وغلق الشركات ، علي ايدي وزير كاره لكافة الثورات ويري جيشنا عسكر .
بيان اتحاد العمال جاء به ، انه مدافع عن ٣٠ مليون عامل ويعني هنا كل القوي العاملة خاص وعام ، ذاكرا ما احدثته ثورة ٣٠ يونية من زيادات بالميزانية والاجور والمعاشات ، نعم ثورة يونية ثورة تصحيح والرئيس السيسي شعر بالمواطن واعطي توجيهاته بزيادة الأجور والمعاشات ، ولكن عذرا اتحاد العمال ، فالعاملين بالاتحاد لم يستفيدوا من هذه المزايا والمنح والعلاوات التي اقرها الرئيس ولم تتحرك اجورهم ولم يحصلوا علي علاوات وتم اقتناص المنح في المناسبات ، عمال اتحاد العمال شاهدوا فقط مطالبات قياداتهم بالعلاوات والزيادة ، ولكنهم اصموا الاذان امام مطالبات عمالهم بالحصول علي هذا الحق ، ان كانت نضبت موارد الاتحاد وانهكت قواه المالية فمن يدفع الثمن هم عماله ولا ذنب لهم في ذلك ،،واتحدث هنا كابنة من ابناء الاتحاد .
بيان اتحاد عمال مصر تحدث عن معارك العلاوات ودعم العمالة غير المنتظمة لمواجهة تداعيات كورونا ، فماذا فعل اتحاد العمال مع ابنائه العاملين ، بعد اعلان قياداته الجلوس بالمنزل ومناشدة الجميع عدم الخروج ، فجأة وبدون مراعاة لظروف اصحاب الامراض المزمنة والقادمين من محافظات ومن لديها اطفال ، طالب الجميع بالعودة للعمل دون استثناءات وفي ظل ذروة انتشار العدوي ، وطالب بوقف حوافز اصحاب الحالات الاستثنائية ان لم يحضروا ، في تحد غير مبرر لموقفه الايجابي في البداية .
ان كان القيادات طالبوا بدعم العمالة غير المنتظمة فكيف تم دعم عمال الاتحاد وهل تم صرف منحهم المعتادة في المناسبات ، هل وفر الاتحاد الاجراءات الاحترازية لعماله ، هل التزم الاتحاد بالتباعد وتخفيض الاعداد كما وجهت الدولة .
عذرا اتحاد العمال نحن في مرحلة فاصلة تتطلب مواجهة الواقع ، وعدم ربط ما يحدث بثورة يونيو ، اتمني ان نبدأ عاما جديدا مع الثورة ،وامام الجميع رؤية حقيقية للواقع وكيفية مواجهة المشكلات ، فادارة البيت الصغير تكون مؤشر لادارة ما يدور بالبيت الكبير ، وتحقيق الامان والاستقرار لعمال اتحاد العمال هو مؤشر لمقدرة قيادات الاتحاد علي تقديم رؤية تحقق الامان والاستقرار لعمال مصر .