وتبقى فى القلب غصة لا يعلمها الا الله عز وجل .. هكذا بدأت حديثها معى وفى عيونها الف دمعة ودمعة ..
فلما سألتها ألم تجف عينيك عن الدموع ؟
الم يكف قلبك عن الألم ؟ أما زلتى تنازعين تلك النفس المعذبة المتألمة من عثرات الطريق؟
فأجابتنى ..
لم يعد قلبى يحتمل أن يظن البعض ان الحنان ضعف .. والتسامح ضعف .. وتحمل عثرات الطريق لا مبالاة .. والصبر على البلاء تجريد من المشاعر والاحاسيس ..
ما زلت لا أعلم كيف أستطيع الحياة فى هذه الحياة .. إن صبرنا على البلاء نكون فى عيون من حولنا مجردين من المشاعر .. وان تحدثنا عما يجيش بصدورنا أصبحنا فى عيونهم غير راضين بقضاء الله ..
تراودنى الآن حكاية جحا وحماره عندما ساروا بين الناس ماشيين على اقدامهم .. فضحك القوم قائلين .. ولما يشترون الحمار ما داموا يسيرون على الاقدام ..
ولما ركبا هما الاثنين على الحمار ومروا بقوم آخرين .. ضحكوا عليهم وقالوا انهم بلا رحمة .. وكيف يركبون هما الاثنين على الحمار الضعيف ..
فامتثلوا لكلامهم ونزل جحا وترك ابنه فوق الحمار ومروا بقوم .. فقالوا .. يا له من ولد غير مهذب .. كيف يركب ويترك اباه ماشيا على اقدامه ..
فتعجب جحا وقال لإبنه انزل يا بنى سأركب انا ولتمش انت .. ومروا على قوم فقالوا .. يا له من رجل بلا رحمة أيترك الولد الصغير الضعيف ماشيا ويركب هو ..
هنا نزل جحا من فوق حماره وقال لإبنه بقى لنا أن نرفع الحمار فوق رؤسنا .. ونمر بقوم آخرين .. فيقولوا عنا مجانين هذه المرة ..
وتأتى الحكمة فى النهاية .. أنك مهما فعلت .. ومهما كانت حالتك .. لم يشعر بك أحد .. ولم تستطيع ارضاء من حولك
..ارضى الله وحده .. وارضى بقضاءه .. ولا تلتفت لكلام الناس .. تكن أسعد الناس.
ماما زوزو