منوعات

كارمن رحال تكتب : حروف مبللة كلمات من دفتر الغياب

“لست وحدك الذي تفتقدني”
قالها الخيالُ الأصيلُ
وأنا أيضاََ أفتقدني
” هي ذكرى”

لا أُريد المرورَ بِها ولا البُكاءَ عليها
وكأن الزمان قد توقف هناك
الكلّ في فلكه يسيِر
أما أنا فجمود الشعور من كل شيء غيبني
أصبحتُ أسيراََ لنفسي

“وافتقدتك كثيراً ” ..!
شكوتُ الله ..فأبصرتك
سجدتُ
وأطلتُ الأنيـن
قالها عابر سبيل
“وأنا أيضا أفتقدني”
كل شيء بات مملا باهتا
أصبح سرابي الرؤية

منذ أن تركتني محبوبتي
وهويت موديل السيارة الحديثة، وباتت تعشق الهامبورجر مع الشراب

أصبحت أفتقدني
الشاعر قال:وأنا أيضا
“صرتُ أفتقدني”
كلماتي الحسان
رحلت عني مهاجرةََ مع النوارس
غادرت أرضي وتركتني وحيداََ على شرفة الانتظار

وقالت:
بأنه ما عاد عزف ليعجبني
قالتها الأم الثكلي:
“وأنا أيضا أفتقدتني”
ذهب ابني إلى الجندية ولم يعد
أمس طرق باب بيتي ساعي البريد
كان يحمل رسالة أنه لن يرجع
الوطن يتآكل وأنا أيضا أفتقدك
ولا شيء بات يعجبني

صرخ الطفل
وأنا ماذا تقولون فيّ؟!
وُلَّدتُ بزمن مسخ
وأيام باكيات
لم جئت وكيف أمضي
وحليبي بثدي أم كساها التراب
وخبزي بيد عدوي

“أنا أيضا أفتقدني”
ولا شيء بات يعجبني
حادي الركب ينادي على القافلة
يستفيق النيام بصوت عال
ينادي للغاضب والحالم والبائس:

حان وقت الوصول إلى الأرض الجديدة.
الجميع يخشى المصير
الكل مختبئ في وجعه
تمنى أن يرجع لما كان عليه
فلا شيء بات يعجبه

انا فقط وأنت
اللذان صرنا
على موعد
“أفتقدك وتفتقدني”

لنكمل الرحلة
عل شيئا جديداََ
بالأفق قادم
نقول:
انه بات يعجبني

تنويره
مهداه لروح العظيم خالد الذكر
“محمود درويش”
من روح قصيدته
“لاشيء يعجبني”.
تحياتي لعبق الذكرى
القابع في جوف الأحرف وعلى ثغر الكلمات
Yoast

زر الذهاب إلى الأعلى