قصة ام تحدت اعاقة ابنها.. ام كريم حولته الى طباع بدار الكتب.. ايمان الزهيرى: جدته اكتشفت موهبته

كتبت – نجوي ابراهيم

ايمان الزهيري “ام كريم ” مثلما تحب ان نناديها ، ام مصرية ، حباها الله بطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة ، لم تغلق في وجهه ابواب الحياة ولم تخجل من وجوده ، لم تفعل كما الاخريات وجعلته حيا ميتا خلف الابواب المغلقة لتداريه عن عيون الناس ونظراتهم الفاحصة .

علي العكس من هذا ، فكانت ام كريم نموذج للتحدي والارادة والقوة ، وتمتعت بأرقي معاني الانسانية ، وصنعت من كريم نموذج تفتخر به امام العالم لتقول هذا ابني وثمرة جهدي وسنين عمري .

لم تكن تجربتها مع كريم سهلة فقالت ، منذ ولادته كنت كأي ام في هذا الموقف ، متلخبطة ومرتبكة ومش مستوعبة ، شعرت بأن القادم عبء كبير ، مشوار علاج وتعليم وتنمية مهارات ومحاولات دمج بالمجتمع ، وكلها امور لم استطع ان اتخطاها دون تفهم ومساندة الاخرين .

تقول ابتدي مشواري مع كريم من تعليم لغة الاشارة الي تركيب جهاز للسمع و كان يسمع باذن واحدة وهذا اجهدني ، فعلمته كيف يقرأ حركة شفايفي مع الكلمات ، كان نفسي يتعلم كل شئ ويندمج مع المجتمع .


مدرسة التنمية الفكرية كان لها دور ومحطة هامة في مشواري مع ابني ، لم تكن تساعد كريم وتعلمه فقط ، بل كانت تقيم دورات توعية لنا كاولياء امور ، من خلال ندوات وورش عمل عن كيفية مساندة ابنك وحمايته من التحرش او التنمر وصولا الي تعليمه النضافة الشخصية .

كشفت ام كريم في حديثها عن بطلة اخري في حياة كريم ، انها جدته لامه ، التي ساعدت في رعايته اثناء تواجد ام كريم بعملها ، لانها رفضت ان تاخذ من عملها ساعة رعاية حتي لا تتحدث عن خصوصياتها في مكان عملها .

تنازلت عن حقها القانوني في الحصول علي ساعات لرعاية ابنها حتي لا تري نظرة شفقة او تأفف لابنها ، فلم تحمل احدا عبء كريم ، وفي نفس الوقت تسعي لتتميز وتتقلد المناصب في عملها ، فلم تهمل عملها ، بل كان كريم حافز لنجاحها ومصدر قوتها لتسانده .

اما الجدة البطلة الثانية في حياة كريم ، فحولت مجري حياته واكتشفت نقطة الابداع بداخله ،ولانها مدرسة فنون ترزية ، علمت كريم كل فنون الاشغال اليدوية ، وابدع في اشغال التطريز والنول والكورشيه والتريكوه ،والاكسسوارات .

تقول ايمان الزهيري “ام كريم “، ان خطوات تقبل المجتمع له كان هو الدمج الحقيقي داخل المجتمع ، ولولا هذا التقبل واستيعاب الناس له ، ما كانت شخصية كريم اختلفت وتميزت.

عبرت عن سعادتها بفرحة الناس وتقبلها له ، وهو الامر الذي يشعرها بالسعادة ويزيدها بالطاقة الايجابية .

هذه هي ايمان الزهيري والدة كريم ، فمن هو كريم ؟
اسمه كريم احمد مصطفى ،حاصل علي دبلوم مهني ومصدق من وزارة التربية والتعليم .

التحق للعمل بالهيئة القومية لدار الكتب والوثائق المصرية عام ٢٠١٠ وتم تثبيته علي وظيفة ” طباع “ويعمل بالتصوير.

حصل علي العديد من الشهادات في مجال عمله لتميزه و شهادات من اللجنة النقابية للعاملين بالهيئة لجهوده المتميزة في المشاركة المجتمعية، بجانب العديد من الشهادات من مختلف المؤسسات والجمعيات التي يشارك بها ومنها شهادة تقدير ودرع من مؤسسة اولادنا لفنون ذوي القدرات الخاصة .

شارك في احتفالية قادرون باختلاف وتم تكريمه من عدد من الوزراء لتميزه في الاشغال اليدوية ومنهم وزيرة التضامن الاجتماعي ووزير الشباب والرياضة، وزيرة البيئة ، وزيرة الهجرة، وزير الثقافة.

حصل علي شهادة تقدير من مركز توثيق وبحوث تدريب الطفل بدار الكتب والوثائق العمومية .

وحصل علي المركز الأول في الفنون التشكيلية والاشغال اليدوية علي مستوي ٣٦ دولة مشاركة في الملتقي الافروصيني ، والملتقي الدولي لفنون ذوي القدرات.
حصل علي شهادة تقدير من جمعية التقدم للاشخاص ذوي الاعاقة والتوحد لتميزه في المعرض الإبداعي الرابع عشر للفنون .

كما حصل علي شهادة تقدير من جمعية صوت مصر للتنمية المستدامة ، و شهادات تقدير من مشاركته في معارض للأشغال اليدوية من الجهات الحكومية والجمعيات ومنها شهادة تقدير من المجلس القومي للمرأة للمشاركة في مبادرة كوني منتجة بالمشاركة مع جمعية النور والامل ضمن حملة ١٦ يوم لمناهضة العنف ضد المرأة .

زر الذهاب إلى الأعلى