حامد المحلاوي يكتب : مشروع السيسي الاصلاحي والحرب على الفساد
الرئيس يتساءل مستنكرا : كيف يتم بناء مسجد على أرض مسروقة ؟! ..
لا تندهش سيادة الرئيس .. فكل تجار المخدرات تقريبا ومغتصبي الأراضي يحملون لقب الحاج أو رجل البر والتقوى ! ..
عندنا الفساد أصبح فردا من العائلة ! ..
ومع ذلك لن نيأس .. فإن كان الفساد قد تحول إلى ( نظام حياة ) .. سننجح بكل تأكيد لو جعلنا من فكرة القضاء عليه ( نظام حياة ) أيضا .. سينتهي بأسرع مما يتخيله أحد ..
هذا النظام له قواعد وأركان :
مسئول ذو سمعة طيبة طاهر اليد – قوانين رادعة بشكل حقيقي لا صوري ( الصين تعدم المرتشي ) – سلطة قوية قادرة على إنفاذ القانون بكل صرامة ..
إنه الغول الذي عجزت كل الأنظمة السابقة عن مجابهته فهادنته بل لا أغالي إن قلت إنها تعاملت معه ! .. الآن الدولة دخلت هذه المواجهة بكل ثقلها ولن تستثني أحدا أيا كان اسمه وموقعه .. في بداية توليه قال ليس على فواتير لأحد فاعتبروها كلمة عابرة لا تقدم ولا تؤخر .. ها هو اليوم يستخلص حق الدولة بقوة من مخالب الفاسدين وهذه المرة لن يستطيع أحد إيقافه أو أن يلوي ذراعه ! ..
– هل القبض على المسئول الفاسد المرتشي إضافة أم خصم من رصيد الرئيس ؟ ..
صحيح الرئيس مسئول عن أفراد نظامه من حيث الكفاءة المهنية والأداء الوظيفي وحتى السمعة الطيبة والسيرة الذاتية لهم أيضا .. لكن ليس باستطاعة الرئيس ولا غيره أن يتنبأ بمسألة الضعف الإنساني وانحراف السلوك المفاجئ خصوصا في بيئة تعد مرتعا للفساد منذ عقود طويلة ( المحليات ) .. مسألة فوق الحسابات .
رأيي أن الضربات القوية الموجهة للفساد خصوصا ضد المسئولين الكبار ( وزراء – محافظين … إلخ ) ستزيد بقوة من شعبية الرئيس لأنها أعطت انطباعا لدى رجل الشارع ان الدولة جادة جدا في تطبيق القانون على الرؤوس الكبيرة قبل الصغيرة فلا فرق بين زيد أو عبيد .. هي أيضا علامة تحذير قوية للغاية لأي مسئول – مهما كان موقعه – أنه ليس بعيدا عن أعين الدولة فلا يجب أن يطيع هواه ويتمادى في غيه ..
– فساد المجاملة .. أكثر خطورة من فساد الرشوة
فالثاني جريمة مكتملة الأركان ولا مشكلة في تتبعه ومحاسبته إن توفرت النية .. أما الأول فيصعب محاسبته أو إدراجه تحت طائلة القانون .. ومع ذلك هو الأكثر انتشارا من أسف على شدة خطورته ..
حاجتنا إلى إقامة منظومة حديثة للحكم المحلي العصري أهم بكثيرمن مسألة تغيير المحافظين ورؤساء مجالس المدن .. فالمحافظ مهما كان لديه من قدرات وكفاءة عالية لا يستطيع أن يقدم شيئا ذا قيمة داخل كيان خرب مهتريء عشعش في بدنه الفساد واستوطن .. المحليات ..
نظام المحليات القائم لا يحتاج إلى تطوير .. بل إلى إزالة من الجذور بطريقة : إنسف حمامك القديم ..
كان واضحا من اللحظة الأولى أن الرئيس لم يأت لعمل الإصلاح من خلال ترقيع أو سد الثقوب أو بإجراءات شكلية تظهر ما أنجزه بشكل سريع وعاجل مع علمه أن هذا هو الذي يرضي الناس ويحقق له الشعبية المطلوبة .. لم يفعل ولم يفكر أبدا بطريقة إحييني النهارده وموتني بكرة .. ومن خلال فهمي لشخصه وكأن لسان حاله يقول : هذا منطق الكسالى والاتكاليين وليس منطق رجل الدولة الأمين الحريص على حاضر ومستقبل البلد.
الرئيس وفريقه المعاون رأوا أن عملية التغيير يجب أن تتم دفعة واحدة متزامنة على أن يأتي التحول بشكل جذري تماما .. طبعا هي مجازفة هائلة غير مأمونة العواقب فهو أول من يعلم حجم الصعوبات التي ستواجهه وعلى رأسها مشكلة التمويل خصوصا أن الخزانة كانت شبه خاوية تقريبا .. صدق إلى الآن لا أحد يعرف من أين دبر الرئيس كم الأموال الضخم جدا الذي تم صرفه على هذه المشاريع !
لو أراد الله وتم ما يدور في عقل ووجدان هذا الرجل ( الفلتة ) فلن يكون كلام الخبير الاقتصادي العالمي ( طلال أبو غزالة ) عن أن مصر ستكون سادس أقوى اقتصاد في العالم 2030 مجرد خيال أو وهم أبدا .. بني رأيه من خلال هذه الخطوات العملاقة التي تتم الآن .. بعضها تم بالفعل والآخر اقترب والبعض بدأنا فيه