الدكتورة نجلاء نبيل تكتب : جنود الشيطان .. و خطر تهميش العقل

العدو حاربنا كثيراً ومازال يحاربنا بشتى الطرق لإسقاطنا في بئر الظلمات حتى يتحكم في كل شئ فيرفع من يحب ويخفض من يريد .

الشيطان يشحذ جنوده من أجل إثبات أنه الأفضل فهذا هو وعده لبني آدم منذ بدء الخليقة .

حاول مراراً وتكراراً بث روح الضغينة والكراهية بكل السبل بيننا . مسلمين ومسيحيين. إخوان وسلفيين. أهلي وزمالك ولكنه لم ولا ولن ينتصر علينا .

هل من العقل أن نصل لهذا المستوى من التفاهة والسذاجة واللامبالاة؟!!

هل من الطبيعي أن نجد مجتمع بكل فئاته يتناحر من أجل كرة فيها الغالب وفيها المغلوب؟!!

هل من الطبيعي أن تكون مباراة هي شاغلنا الشاغل وتجر بنا وبمجتمعنا إلى القاع فهذا هو الإرهاب الحقيقي الذي نخشى منه على أولادنا .

 

الإرهاب الذي يقوم على تعقيم الفكر وتهميش دور العقول وإحلال البغبغاوية والهمجية المخية للمجتمعات بدلاً من العقلانية والفكر المسؤول لإنتاج أجيال ممسوخة الهوية سهلة الإقتياد يكونون نواة لجيل أكثر شدة في التدمير الذاتي للمجتمعات ذات التاريخ .

 

الخوف الحقيقي الذي يجب علينا أن ندرسه جيدا ليس الخوف من الإرهابي أو الهمجي نفسه ولكن الخوف كل الخوف من الفكر الذي أنتج لنا ذلك الإرهابي والهمجي وكيف تم توصيله لهذه المرحلة من العنف وتهميش العقل ليصبح أداة تدمير شديدة الخطورة وهو نفس الفكر الذي يورث العصبية والعنصرية بالمجتمعات لتفتيتها .

 

ويجب على كل مسؤول بالمجتمع أن يدرس تاريخ حياة الشخصيات المصابة والظروف المحيطة بها والتي تجعل منها عنصر غير سوي يخالف كل العروف والقوانين التي وجدت لحياة بني آدم وكيفية التغلب عليها وعلاجها .

 

في الآونة الأخيرة ظهر على الساحة نماذج عدة لبعض الشباب أقل مايقال فيهم أنهم كائنات تعيش بدون هدف ولا قضية ولذلك كان العدو يعمل جاهدا لإستقطابهم بشتى الطرق لينفصلوا عن مجتمعهم الأم فمنهم من يول وجهته منحرفا تحت مسمى ديني ومنهم من يولها منحرفا عن القيم والتربية السوية وهنا يكمن الخطر .

 

الحل هو أن نقوم بتقويم أبنائنا وتربيتهم تربية نفسية سليمة وسوية ليكونوا عناصر فعالة ومحترمة .

لتصبحن بناتنا سيدات فضليات وأمهات واعيات يربين أجيال واعية تعيد أمجاد الأمة وأولادنا يصبحون رجال يحافظون على الوطن وعلى شرفه وكرامته ..بالأخلاق والأدب تبنى الأمم .

إرتقوا وتفكروا وتدبروا فلولا العقل لأصبحنا كالأنعام..

إنما الأمم الأخلاق مابقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا .

زر الذهاب إلى الأعلى