ربما اصبحت الجامعات الخاصة بمثابة طوق النجاة لمن لم يحالفه الحظ من طلاب الثانوية العامة ، لاسيما الذين تبددت احلامهم وانكسرت امالهم وتوقفت حياتهم علي درجة واحدة او درجتين ومنعتهم من الالتحاق بالكليات التي يحلمون بها كالطب وطب الأسنان والهندسة والعلوم السياسية وغيرها من الكليات في الجامعات الحكومية التي وصل عددها الي ٢٧ جامعة حكومية ، فيجد هؤلاء الطلاب انفسهم مضطرين الي الالتحاق بالجامعات الخاصة لعدة اسباب اهمها انها تقبل مجاميع اقل بكثير من نظيرتها الحكومية ثم انها ليس بها التعقيدات الادارية الكثيرة الموجودة في الجامعات الحكومية ،الا ان المصروفات الباهظة التي تفرضها هذه الكيانات علي اولياء الامور والطلاب تعد من اكبر الكبائر التي تفرضها علي طلابها دون رقابة من المجلس الاعلي الجامعات او مجلس الوزراء !
فالجامعات الخاصة هي مؤسسات استثمارية يتكالب عليها رجال الأعمال والمستثمرين في التعليم من اجل اقامتها نظرا لضخامة ارباحها المتوقعة خاصة وان المطلوب بهذه الجامعات يستلزم سداد المصروفات الباهظة التي لم يقدر عليها الطبقة المتوسطة وفوق المتوسطة وبالطبع الطبقات المعدومة الفقيرة وبالتالي اصبح هذا النوع من التعليم، بالرغم من مرور اكثر من ربع قرن علي ظهوره في منتصف التسعينيات الماضية ، يكرس للاستقطاب الطبقي في العملية التعليمية ،
ويضاف الي هذا ان هذه الجامعات تعتمد في الغالب علي اعضاء هيئة التدريس بالجامعات الحكومية وهو ما يسبب اضعاف الجامعات الحكومية لأنه بيستنزف الاساتذة في العمل !
بالإضافة الي تنصل الجامعات الخاصة من مسؤلياتها التعليمية وابتعاث من تستقطبهم من الجامعات الحكومية وكان هذا اقتراح من وزير التعليم العالي الأسبق هاني هلال ، ويضاف الي هذا فإن الجامعات الخاصة لم تتفق علي البحث العلمي وهو المبتغي من التعليم الجامعي !
واضم صوتي لصوت د.محمد غنيم حينما أكد علي أن استمرار الأوضاع هكذا سيسبب كارثة وهي الخلل الاجتماعي وتراجع علمي وبحثي والمستفيد الوحيد هم أصحاب هذه الكيانات الخاصة ! خاصة وأن هناك العديد من الجامعات الخاصة تبيع الوهم والأكاذيب وتضليل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس سواء ببيع الشهادات ومشروعات التخرج وإعداد الندوات وبيع الامتحانات احيانا وممارسة البلطجة نهارا جهارا !! وعدم تخريج طالب نابغة من تلك الجامعات الا من رحم ربي ، وعدم حصوله علي التدريب اللازم لمواجهة الحياة الواقعية ،
بالإضافة إلي أن رجال الأعمال لا يهتمون أسوة بالدول المتقدمة بتمويل مشروع تخرج للطلاب !!
علي كل حال الجامعات لا تحتاج إلي مباني فخمة بقدر ما تحتاج رسالة تعليمية لعل الله يرضي عنكم!! بالإضافة إلي أن بعض الجامعات الخاصة التي يصل مصروفات الطالب الواحد فيها ما يقارب ١٣٠ الف جنيه ويتم إجبار عضو هيئة التدريس علي الاستقالة دون أن يتم إبلاغ وزارة التعليم العالي بهذه الاستقالة وهناك من يتم فصله تعسفيا ومطالبة وزارة التعليم بتخصيص نسبة من الطلاب في الكيانات التعليمية الخاصة اللهم انك تعلم ما لا نعلم . حفظ الله مصر وجيشها وقيادتهاyoast