انطلقت اليوم فعاليات المؤتمر الدولي لتقويم التعليم والتدريب، التي تقام “افتراضيًا”، تحت رعاية رئيس مجلس إدارة هيئة تقويم التعليم والتدريب الدكتور أحمد بن محمد العيسى على مدى يومين، وتبحث “تجويد نواتج التعلّم ودعم النمو الاقتصادي”، بتنظيم هيئة تقويم التعليم والتدريب، بالشراكة مع الأمانة السعودية لقمة مجموعة العشرين.
وفي كلمته الافتتاحية، توجّه رئيس مجلس إدارة الهيئة الدكتور أحمد العيسى بالشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله-، على الدعم المستمر واللامحدود لقطاع التعليم والتدريب عمومًا ولهيئة تقويم التعليم والتدريب خصوصًا، ودعم مشروعاتها التطويرية الهادفة إلى تقويم التعليم والتدريب وتحسين جودتهما، حيث أضحى هذا المؤتمر الدولي، الذي تنظمه الهيئة كل عامين، منبرًا عالميًّا، تتم من خلاله بلورة الأفكار والرؤى المختلفة حيال آليات تقويم التعليم والتدريب وتجويدهما.
وأشار إلى أن الكثير من القلق المتعلّق بالجوانب الكمية للتعليم قد زال، بينما تحدّي جودة التعليم لا يزال مؤرقًا، متناولًا الدليل العلمي الذي سيعرضه خبير اقتصاديات التعليم، إيريك هانوشك في المؤتمر على الارتباط بين التعليم والنمو الاقتصادي، وكيف أن جودة التعليم المرتبطة بأداء طلبة كل دولة في الاختبارات الدولية هي المؤثر الحقيقي في دعم الاقتصاد، مضيفًا أن عدد سنوات التعليم أو نسب الالتحاق بالمؤسسات التعليمية لم تعد مؤثرة كما كانت في القرن الماضي.
وأبان أن أهداف التنمية الأممية قد تغيّرت، فبعد أن كانت تستهدف تحسين معدلات الالتحاق بالتعليم، أصبحت تركز على الجودة، وأن التقويم الصادق سيظل نقطة الانطلاق نحو تحسين جودة التعليم، موضحًا أن التعليم في المملكة العربية السعودية ينعم بعناية خاصة، فلم تتأثر الموارد المخصصة للتعليم خلال الجائحة، وظلّت مستويات الإنفاق كما هي، بل عززت موارد التعليم للتحول نحو التعليم عن بعد، بما يقتضيه هذا من توفير تقنيات المعلومات والاتصالات وبرامج التواصل عن بُعد، كما أن جودة التعليم تُعدّ مرتكزًا أساسيًّا لرؤية المملكة 2030؛ فهذه الرؤية تدفع لأن يكون الإنسان هو المحرّك الرئيس للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
من جانبه، استعرض رئيس هيئة تقويم التعليم والتدريب الدكتور حسام زمان تجربة الهيئة خلال الجائحة في استمرار عمليات التقويم، واهتمام الهيئة بتسريع التحوّل الرقمي لجميع أعمالها، وأن استمرارها في عقد المؤتمر وتحويله افتراضيًا يصب في هذا الاصرار على استثمار عام رئاسة المملكة لمجموعة العشرين، وعرض ريادتها وقيادتها للجهود الدولية لمجابهة الجائحة في مختلف المجالات، وخصوصًا في مجال تقويم التعليم، والاهتمام بتحسين جودة مخرجاته.
وحول تنفيذ الاختبار التحصيلي عن بعد، قدّم شكره للجهات التي شاركت ضمن اللجنة الوطنية للتحوّل الرقمي على تعاونهم في إنجاح الأمر، مؤكدًا أن تنفيذ الاختبارات عن بعد خلّف دروسًا مستفادة، أهمُّها خفض الكلفة المباشرة وغير المباشرة، من دون المساس بجودة التنفيذ، واختصار زمن إعلان النتائج، كما وفرت منصات الاختبار عن بعد العديد من المؤشرات التحليلية، التي تعين في تطوير الاختبار سيكومتريًا. واستعرض رئيس هيئة تقويم التعليم والتدريب التجربة الثانية للهيئة حول تنفيذ زيارات التقويم المؤسسي والبرامجي عن بعد، وإعداد متطلباتها، حيث تحوّلت الهيئة إلى استخدام الزيارات الافتراضية في ظل ظروف الجائحة، وتعليق العمل، وصعوبات السفر.
واستعرض ملخص دراسة تقويمية، نفّذتها هيئة تقويم التعليم والتدريب خلال الجائحة، وكانت بهدف الوقوف على جودة بدائل عمليات التعليم والتعلّم والتدريب والتقويم والاعتماد في ظل الجائحة، والتعرّف على أهمّ التحديات التي واجهت مؤسسات التعليم والتدريب في التحوّل إلى التعليم عن بعد خلال الجائحة، وقدّمت التوصيات لاستدامة جودة عمليات التعليم والتدريب.
من جهته، أكد أندرياس شلايشر، مدير التعليم والمهارات في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD))، على مدى صعوبة تقييم ما لا يمكننا رؤيته أو لا يمكننا قياسه في مجال تقييم التعليم، وتساءل عن إمكانية نقل تطبيق ما تعلمناه من تجربة بلد ما، إلى دولة أخرى، مشيراً إلى أن تجربة سنغافورة تؤكد لنا أن الإجابة نعم.
وأكد شلايشر أن الأسرة مهمة جدًا للأطفال وللنظام التعليمي ككل، لجعل الطلبة يؤمنون بقدراتهم على تغيير النتائج والمخرجات التعليمية، والتأثير على جودة وتوزيع المعرفة والمهارات، مشيرًا إلى أن التقويم والتقييم يتعلّقان بمهارات العمل التي يمتلكها الناس، وبيئة التعلّم في المدرسة، والهياكل التعليمية، فضلًا عن كيفية تخصيص وتوزيع الموارد والسياسات.