آراء

د. داليا البيسي تكتب : علي قدر الصبر ياتى الجبر

داليا البيسى علي قدر الصبر يأتى الجبر

ان لقدره لحكمة سبحانه وتعالى عندما خلق الداء خلق له الدواء وعندما ارسل جنوده لتنير عتمة الليل وتضئ الكون بعد سكون وتطل علينا اشراقة الصباح بعد ليل طال ظلامه قادر على ان يزيل الغمة وينير الدرب وينهض بالامم بعد فقد ملايين البشر قادر وحده تعالى على ان يجعل ظلمتنا نهارا وحزننا فرحا وعتمتنا ضوءا.

فالانسان مهما أثقل كتفه وتعاظمت همومه ووضع تحت وطأة المرض ولو لايام قليلة قد تركت ندوبا نفسية أثرت على حياته وعمله وبيته فكم من أسر أغلقت عيناها كل ليلة تدعو وتغفو بالدعاء لعزيز لديهم..

هو الرحمن عز من قال “واذا مرضت فهو يشفين” هو القادر والقاهر هو الرحمن الرحيم يعلم مصاب المريض وألمه ويعى فى عينيه نظرة الحزن والألم نظرة الفقد والندم.
فلم التنمر فمصابنا جلل وجميعنا بين أيدى الله سبحانه وتعالى يشفى مريضنا ويألم صحيحنا ويتعافى مزمننا ويتوفى سليمنا.. نفرح ونحزن وليس بأيدينا إلا الرضا بقضاء الله.

فلا تأمنن نفسك إن ضاق بك الحال ووضعت بين أيدى الرحمن عز وجل ولا تأسى عمن تركك فى الشدة وهانت عليه آلامك وتنمر لمرضك لا تحزن أيها المبتلى فأنت بين رحمة الله وعفوه فهو من عز عليه دمعتك وفاض اليه سمعك وحتما له القضاء ولا راد لقضاءه ولا حاكم لأمره إلا هو فكما خلق الداء خلق الدواء فقد عظمت هداياه على قدر عطاياه.

فإن كان فيرس ضئيل الحجم غير معلوم الهوية انتاب مجتمع فأفناه ونفس ودمرها وعزيز فقدناه فنحن جميعا ناجين بأمر الله وقضاه وأن كان اختبار طويل ومؤلم فعلى قدر الصبر يأتى الجبر فهو الجبار ذو الرحمة وهو الناجين بأمره فكم من أمور مررنا بها ونجونا بعفوه وكم سالت مدامعنا وضاقت بنا الاحوال وهزمتنا الأقدار ونجونا به فيامن ذلت له الأنفس كفانا بك الألم وندمنا وسكنت جوارحنا وأيقنا رحمتك وعفوك فمريضنا اليوم معافى الغد وفاقدينا اليوم بين أيدى رحمتك وعفوك تعاليت وعظمت قدرتك وإن لقدرك لحكمة فاللهم بقضاءك رضينا وبعظمتك تعافينا.

زر الذهاب إلى الأعلى