آراءأهم الأخبار

عبدالمنعم الجمل يكتب : رحل احمد حرك صاحب الفكر المستنير

اصحاب البصمات والمواقف يحفرون ذكراهم في قلوبنا وعقولنا وما ان تتيقن من رحيلهم تداهمك تلك الذكريات وكأنك تخشي ان ترحل كما رحل اصحابها ، ورحيل الكاتب الصحفي احمد حرك الامين العام المساعد للمجلس الاعلي للصحافة ورئيس تحرير جريدة العمال ونائب رئيس اتحاد عمال مصر ، فجر الكثير من الذكريات التي تحسب له وتكشف عن استنارته وفكره .

لم يكن المتواضع احمد حرك الذي عامل الصغير والكبير بادب جم وبساطة متناهية مغلفة بالمودة واللين ، صحفيا عماليا عاديا بل كان معجونا بتفاصيل العمل النقابي وانحاز للتنظيم النقابي في اصعب مواقفه خلال مسيرته المهنية ورئاسته لجريدة العمال .

من اهم المواقف البطولية التي لا تنسي للراحل احمد حرك ، انه لم يكن حياديا عندما حاول عاصم عبدالحق فرض سلطته وسطوته علي اتحاد العمال عندما جاء وزيرا للقوي العاملة والهجرة ، بل انحاز احمد حرك كرئيس تحرير لجريدة العمال وابنائه الصحفيين الي الجانب الصحيح ورفض التدخل الحكومي من جهة وزير العمل في شئون التنظيم النقابي .

فحينما جاء عاصم عبدالحق وزيرا للعمل وهو ابن التنظيم النقابي ،كان يبدو ان له مواقف مع بعض الناس داخل مجلس ادارة اتحاد العمال ، وسعي لتغيير مجلس الادارة وليس تغيير اشخاص بل تغيير مناصب ، وكان يريد ان يتولي خيري هاشم رئاسة اتحاد العمال بهدف السيطرة علي الاتحاد وفرض سطوته عليه وانقسم الاتحاد حينها جبهتين ، جبهة رفضت التدخل الحكومي من جهة وزير العمل وكان منها ما تسعفني به الذاكرة الحاجة عائشة عبدالهادي والسيد راشد وحسين مجاور وعبدالمنعم العزالي وسيد طه مع حفظ الالقاب لكل القامات النقابية التي تعلمنا منها النضال النقابي .

ونجحت الجبهة الرافضة لتدخل عاصم عبدالحق وفشلت المؤامرة وتم الاطاحة بعاصم عبدالحق وجاء احمد العماوي وزيرا للعمل ، واكد التنظيم النقابي ان ارادته بيديه وليس مسيس او حكومي ، وان ايمانه باستقلاليته اقوي من المؤامرات ولم يسمح لاحد ان يرسم مقدراته .

وهذا الموقف البطولي اظهر دور احمد حرك كنقابي وصحفي مهني في خلق حالة استنارة داخل جريدة العمال وتكوينه لمجموعة لديها فكر ورسالة مؤمنة بها تعي معني التنظيم النقابي ومبادئه وانحازت لجبهة التصدي ورفضت تدخل الوزير في الشأن النقابي، واكدت علي ان احمد حرك كون كيانا داخليا متماسكا وله رؤية وموقف ، وانحياز احمد حرك حينها لم يكن لمصلحة شخصية فمكانه لم يتأثر في التشكيل الجديد الذي اعده عاصم عبدالحق فكان رئيسا للتحرير كما هو ومكانه داخل التشكيل غير مضرور ، ولكنه كان انحياز للحق وللمبادئ النقابية .

اقدم عزائي لكل ابناء الكاتب الصحفي احمد حرك فكان مشجعا لشباب الصحفيين وساهم في تقديم قامات صحفية عمالية اعطاها الفرصة داخل جريدة العمال.

اللهمّ املأ قبره بالرّضا، والنّور، والفسحة، والسّرور. واجمعنا وإياه في الفردوس الأعلي اللهم الهم اهله الصبر والسلوان .

بقلم : عبدالمنعم الجمل رئيس النقابة العامة للعاملين بصناعات البناء والاخشاب ونائب رئيس اتحاد عمال مصر للعلاقات الدولية

زر الذهاب إلى الأعلى