آراءأهم الأخبار

مصطفي عمارة يكتب : احمد حرك فارس الصحافة العمالية

يظل احمد حرك علامة بارزة فى تاريخ الصحافة العمالية هو احد اوائل ممن اختاروها مجالا لعمله عندما اختار الصحافة التى كان يعشقها ويتمنى ان يعمل بها كما قال لى عندما دار حوارا بيننا عن مهنة البحث عن المتاعب وهمومها لكن ما احلى ان تحقق نجاحا فى ممارستها .. وما اسعد فرحة التميز فيها .. وما اجمل التفرد فى ميدانا لم يطرقه احد او نادر من اختاره مجالا يمارس الصحافة من خلاله .

كان احمد حرك حصيفا ، و عندما اقول احمد حرك اسما مجردا هو تعظيما وتقديرا لانه بالفعل قيمة وقامة وصاحب مكانة عالية وقدرا رفيعا ، عندما اختار الصحافة العمالية ميدانا يحقق فيه انتصاراته مدافعا عن العمال وهم القوى الضاربة فى مسيرة التنمية واعتقد لم يسبقه فى اختيار الصحافة العمالية الا الاستاذ حامد زيدان ولحق بهما استاذنا الفاضل صاحب الخلق النبيل حسن عثمان نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية ( ان لم تخونني الذاكرة ) ، لكن احمد حرك وحسن عثمان ظلا يمارسان العمل فى الصحافة العمالية حتى لقيا ربهما رحمة الله عليهم .

احمد حرك كان مؤمنا باهمية تناول الصحافة لمشاكل العمل والعمال وطرح قضاياهم فهي تمثل أغلبية المجتمع ، ومن هنا جاءت شهرته وانتصاراته فى هذا الميدان وهو ما قدمه للحركة العمالية وقياداتها .

كان مدافعا وبحق عن كافة القضايا العمالية ومظهرا نجاحاتها وما يقدمه عمال مصر الرجال العظماء فى تحقيق اعلى إنتاجية وبأعلى جودة وهو ما ظهر تماما ايام حرب اكتوبرالعظيمة التى اعادت الكرامة لمصر والمصريين وقضت تماما على ” هلاوس ” نظرية الامن الاسرائيلي
عندما اعتمد الرئيس السادات بطل الحرب والسلام بكل الحق على عمالنا وسواعدنا الاصيلة العاملين فى شركات القطاع العام .

وكان هذا مسماها فى ذلك الوقت وفى كل المجالات الإنتاجية فى تحقيق الاكتفاء الذاتي لاحتياجات قواتنا المسلحة ولكل ابناء مصر طوال فترة الحرب وما بعدها بفترة حتى لا يتحكم. فينا احد .

عشق احمد حرك للصحافة العمالية وتواجده بين العمال جعله يعرف الخبايا ، وشعوره بنجاحه فى الأداء وحل مشاكل العمال ومتابعة اخبار وأنشطة النقابات والمنظمات العمالية النشطة والمؤثرة فى ذلك الوقت ودعمهم كان يزيده حبا وارتباطا
بمعشوقته الصحافةالعمالية التي تخصص بها وتفرد .

فى المقابل كان اختياره ليكون احد نجوم العمل النقابى العمالى واختير عضوا وقياديا فى اللجنة النقابية لدار الجمهورية للصحافة والنشر لسنوات طويلة وكان يحظى بثقة كبيرة جدا لدوره النبيل فى خدمة العاملين ومن تلك اللجنة انطلق وكان نجاحه ورصيده من حب وتقدير العمال سببا قويا حتى يحظى بثقة القيادات العمالية فتولى رئاسة تحرير جريدة ” العمال ” كأول جريدة عمالية متخصصة ومتفردة فى الدفاع عن القضايا العمالية وهى الان فى أشد الاحتياج لتستعيد أمجادها وتعود الى الساحة الصحفية تزهو بمجدها ولتواصل رسالتها .

ايضا حظى احمد حرك بثقة القيادات العمالية فكان اختياره وانتخابه بالاجماع نائبا لرئيس اتحاد عمال مصر قمة العمل والتنظيم النقابى العمالى فى مصر ، ولادائه الصحفى المتميز تم اختياره أمينا للمجلس الأعلى للصحافة وظل عضوا فيه لسنوات طويلة .

ولا أنسى ابدا تواضعه الجميل وبشاشته ورحابه صدره عندما كنت اسعد بلقائه فى معظم ايام الاحد من كل أسبوع لاتسلم منه مقاله الاسبوعى الذى ينشر فى جريدة الجمهورية ، كنا نتناقش فى مضمونه وكنت اجد الابتسامة التى يتميز بها تعلو وجهه .

وكان لقاءنا يتضمن احيانا كثيرة القضايا العمالية ومشاكلها والتعريف بالعمل النقابى العمالى وتنظيماته وأنشطته ودوره فى خدمة الحركة العمالية وانعكاسه على اداء العمال والحرص على العمل والإجادة فيه وهو ما افادنى كثيرا عندما توليت العمل مديرا لتحرير جريدة ” العمال ” خلال فترة رئاسة الكاتب الصحفى الكبير سمير رجب فشعرت انى لست غريبا على اداء هذا الدور واعتقد انى اديت بما استطعت من خلال ما اكتسبت من معلومات ومعرفة عن هذا المجال واسعد بما خرجت به سواء على المستوى المهنى والصحفى المتخصص وايضاً على المستوى الإنساني وعلاقات اعتز بها مع كفاءات ونماذج جميلة والفضل يرجع للقاءات الاحد مع الراحل العظيم وأستاذ الصحافة العمالية احمد حرك .

على المستوى الإنساني فحدث ولا حرج كما يقولون ف احمد حرك إنسانا بما تحمل تلك الكلمة من معنى ومضمون ، ويحضرنى انه فى احد لقاءات الاحد وكنا فى شهر رمضان المبارك ، وبعد ان انهينا حديثنا فوجئت به يقول لى : اليوم لدينا افطار لأسرة جريدة ” العمال ” فهل تتواضع ونسعد بك ونكسب ثوابك وتفطر معنا .. ضحكت وقلت : يسعدنى قبول الدعوى لو انها فى اخر لحظة والسبب كلمة
” تتواضع ” فرد قائلا : اهلًا وسهلا سأنتظرك فى مكتبى .. وذهبت بعد ان اتصلت بزوجتى يرحمها الله وبأولادى لاستئذنهم ، والتقيت باسرة جميلة من الزملاء .

وتكررت الدعوة في رمضان الثاني ، اما فى رمضان الثالث فكنت أصبحت من تلك الاسرة التى اعتز بها ومن اصحاب البيت كما يقولون تلك اللمسة الانسانية التى يحرص قائد العمل على بثها بين النفوس ليزيد من الالفة والمحبة وتأكيد روح الاسرة الواحدة اعتقد فى رأيى هذا عمل انسانى نبيل .

ايضا إنسانية احمد حرك كانت فى قمة عطائها عندما التقى الزميل يحيى الصاوى شفاه الله وعافاه وهو فى قمة أزمة تعرض لها فى بداية حياته هون عليه فأحسن استقباله وهدأ من روعه وادخل الطمأنينة الى نفسه بان كل الامور ستكون مرضية وانه سيتحقق املك فى التعيين وبالفعل بذل جهدا مضنيا حتى حقق الأمل وتم تعيين الاخ العزيز يحيى الصاوى محررا بجريدة العمال واعتقد قد لايعرف الكثير هذا الموقف الإنساني النبيل
بجانب انه لايرد احد يقصده على الإطلاق فى اى شئ دائماً تجده مبتسما ، واسع الصدر طويل البال ، هادئ الطبع ، كما كان أستاذا ومعلما جميلا .

وسيظل الكاتب الصحفى الكبير احمد حرك فعلا فارسا للصحافة العمالية المتخصصة بخبرته الكبيرة وعطائه المتميز والمتفرد ودوره الكبير فى خدمة القضايا العمالية ودفاعه عن الصحافة العمالية وصحفييها من الاجيال الجديدة .

كنت أودّ ان اكتب هذا المقال فى حياته لان هذا حقه وليعرف انه محل كل التقدير وله فى النفس بل كل الانفس الطيبة مكانة وقدرا ومعزة ، اعتقد ان رسالتى ستصله وهو الان فى مكان افضل مما نحن الان ، هو فى مكان ارحب وأوسع وأجمل فى رحاب الرحمن الرحيم الغفور الى ان نلقاه ان شاء الله فى دار البقاء على خير .

وأسألكم جميعا الدعاء له فهو يستحق منا الان هذا الدعاء .. استاذى العزيز احمد حرك لن اقول : وداعا ، لكن اقول : الى لقاء فى دار الحق وفى رحاب رب كريم رحيم غفور ان شاءالله .

بقلم الكاتب الصحفي : مصطفي عمارة نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية

زر الذهاب إلى الأعلى