آراء

اماني احمد تكتب : دور الأسرة في رعاية الأطفال الموهوبين

تعتبر الأسرة هي البيئة الطبيعية التي يمارس فيها الفرد حياته لذلك فإنّ لها دوراً هامّاً في اكتشاف الموهوبين من أبنائها والأخذ بيدهم وتقديم وسائل الرعاية اللازمة لتنمية قدراتهم وإمكانياتهم فهى تلعب الدور الأهم في تشكيل الموهبة لدى الطفل و إذا لم تقم بتشجيع الطفل وتقديره وتوفير المناخ الملائم له في البيت فإن الموهبة قد تبقى كامنة.

ولقد بين بلوم في دراسة أجراها على ( 120 ) موهوبا أظهروا نبوغا في صغرهم في مجالات متنوعة مثل العزف على البيانو, أو النحت، أو السباحة ، أو التنس ، أو الرياضيات ، أن دور البيت أهم من دور المدرسة في تنمية الموهبة لدى الطفل ويبين بلوم أن دور الأبوين يتمثل في توفير نماذج إيجابية يقلدها الطفل وامتلاك اتجاهات إيجابية نحو العلم والتعلم .

وقبل ان نعرف أهم أساليب رعاية الطفل الموهوب في الأسرة لا بد من التعرف على نوعية المشكلات التي تواجهها الأسرة عند وجود طفل موهوب فيها.

وعلى الرغم من أن الدراسات السابقة قد بينت أنه من أهم خصائص البيئة الأسرية التي تنمي الموهبة والإبداع لدى الطفل هي البيئة الثرية ثقافيا والآمنة سيكولوجيا إلا أن هناك العديد من الدراسات تؤكد أن أسرة الطفل الموهوب في الواقع تواجه العديد من المشكلات مع طفلها الموهوب.

ويبدو أن هناك بعدا غائبا في تربية الطفل الموهوب ، وهو عدم مراعاة احتياجاته العاطفية والنفسية ويبدو أن المشكلة الرئيسة التي تواجه أسرة الطفل الموهوب هي عدم فهم الأسرة لدورها في رعايته وفي جهلها لأسلوب التعامل الصحيح معه ، ولقد عبر ( هاكني ) عن هذه المشكلة بقوله أن أسرة الطفل الموهوب لا تدري كيف تتعامل مع طفلها الموهوب الذي يحتاج إلى فهم متعمق ، وأساليب خاصة في التعامل ، وأنها تتعامل معه على أساس معايير الطفل العادي، لذلك تشعر بالحيرة عندما لا تفلح معه هذه الأساليب في التربية .

ولقد أكد ( جولمان ) من خلال النموذج الذي اقترحه والذي سماه بالذكاء العاطفي أن تربية الذكاء العاطفي لدى الأطفال لا تقل أهمية عن تربية الذكاء العقلي.

وان العديد من الأفراد الموهوبين الذين يتمتعون بذكاء عال قد يفشلون في الحياة العملية إذا لم يمتلكوا الذكاء العاطفي الذي يجعلهم أكثر قدرة على التعامل مع مشاعر الفشل في الإحباط والغضب والانفعال وأكثر قدرة على : التعاطف مع الآخرين ، وعلى استخدام المهارات الاجتماعية التي تجعلهم أكثر كفاية في حل المشكلات .

وبين ( روس ) أنه كلما كانت الفجوة في القدرات العقلية للطفل الموهوب كبيرة بينه وبين أفراد أسرته كان تأثير الطفل الموهوب أكبر سلبية عليها .

yoast

زر الذهاب إلى الأعلى