آراءأهم الأخبار

إبتسام حنفي تكتب : السيسي والخطوط الحمراء

 

عندما جاء السيسي وتولى منصب رئيس جمهورية مصر العربية ، جاء في اصعب وقت كانت تمر به البلاد والوطن العربي بأكمله ،

وكان أمام تحدي رهيب وهو كيفية الخروج بالبلد من كل العقبات التي تحول دون الإستقرار والخوف من ما حدث بمعظم الدول المحيطة التي أصابها سرطان الربيع العربي..

 

عاهدنا السيسي أنه يعمل ثم يتكلم ، يرسم الخطوط وينفذ ، ثم يقول ..

 

وكان أول تحدي وأول خط أحمر هو خط ” لا للإرهاب” .. الإرهاب الذي كاد أن يعصف بمصر ومقدراتها ، ويسقطها في الهاوية بلا رحمة ولا هوادة ، فكان الشغل الشاغل هو القضاء على الإرهاب وقطع جذوره من جميع الجهات سواء الغرب أم الشرق ام الجنوب

وكان هذا هو الخط الأول ..

 

وجاء الخط الثاني ..

لم يكن الإرهاب وحده هو التحدي أمام السيسي والشعب المصري ، ولكن الإرهاب كان من محرك قوي يتحكم فيه قوى خارجية ، وهي قوى التآمر على مصر .. وكان لابد من رسم خط أحمر لكل هذه المؤامرات ..

بدءاً بمشكلة سد إثيوبيا ومحاولة توريط مصر في حرب المياه ، ثم تدخل تركيا في الشأن الليبي ووجود المرتزقة السوريين والدواعش وهم مصدر الإرهاب من الجهة الغربية لمصر ، فكان أمن ليبيا بمثابة خط أحمر لأنها بوابة مصر الأمنية من الجهة الغربية ( وجميعنا نعرف جيداً الخط الأحمر الذي رسمه السيسي لإردوغان وهو مالم يستطع تخطيه حتى الآن ) ..

وجاءت مشكلة التنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط والمعاناة التي خاضها الرئيس حتى الوصول إلي رئاسة مصر لمنظمة أوبك للغاز ، وسط حرب معلنة وغير معلنة مع الطرف التركي ومحاولاته المميتة لإفشال تلك الصفقات بين مصر واليونان وقبرص ..

هذا الخط الأحمر كان لابد له من تحصين قوي لظهور مصر أمام تلك المؤامرات بالمقاوم الصعب الذي لا يستهان به ، فكان إمتلاك مصر لأسلحة متقدمة متعددة الاستخدامات والمصادر أمر حتمي ، سواء طيران ام سفن حربية .. وغيره

من لا يمتلك القوة لايستطيع الجلوس على طاولة المفاوضات في أي مكان وأي موقف كان ..

فكان هذا الخط الثاني المنيع المانع لأعداء الوطن ..

 

وجاء الآن خط ثالث كان لابد عنه ، وهو الرفض التام للتدخل في الشأن المصري سواء التدخل في قرارات القضاء المصري ، أو مايمس حقوق الإنسان المصري ..

قالها من قبل الرئيس السيسي في مؤتمر مع الرئيس الفرنسي ، أن حقوق الإنسان في مصر تختلف تماما عن حقوق الإنسان عند الغرب ،

فإذا كان حق الإنسان الغربي يتمثل في زواج المثليين وتقنينه ، وغيرها من أمور يراها الغرب من مقتضيات حقوق الفرد ، كان كلامه أن حق الإنسان المصري هو أن يعيش عيشة كريمة آدمية بعيداً عن العشوائيات .. وهذا مفهوم حقوق الإنسان عندنا .

ثم في آخر تدخل سافر في الشأن المصري ..

فقد أدانت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إحتجاز ثلاثة مسؤولين يعملون في منظمة المبادرة المصرية للحقوق الشخصية في مصر.

وحثت وزارة الخارجية الأمريكية، الحكومة المصرية على إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين واحترام الحريات الأساسية للتعبير.

 

وكانت نيابة أمن الدولة العليا في مصر أمرت بحبس المدير التنفيذي لـ المبادرة المصرية للحقوق الشخصية (منظمة غير حكومية)، ليكون المسؤول الثالث من المنظمة ذاتها الذي يتقرر حبسه.

وجاء قرار النيابة بناءً على ذمة التحقيقات في اتهامات تتضمن “نشر أخبار كاذبة”، و”الانضمام لجماعة إرهابية”.

 

جاء بيان الخارجية المصرية حاسم وقاطع وخط أحمر لأي منظمات أو دول تريد التدخل في شؤون مصر كالتالي :

” رفض أي تدخل في شأن مصر الداخلي والتأثير على التحقيقات التي تجريها النيابة العامة مع مواطن مصري وجهت له تهمة منظورة أمام القضاء المصري ، وهو المبدأ الذي تتبعه مصر من حيث الإمتناع عن التدخل في أو التعليق على الإجراءات التي تتخذها سلطات إنفاذ القانون في أي دولة أخرى ”

 

وكان هذا خط أحمر ثالث قاطع لحماية مصر أيضاً باعتبارها دولة ذات سيادة ومستقلة ..

 

السؤال الذي يطرح نفسه : أين كل هذا الشجب على مايحدث في إثيوبيا من قمع وقتل المدنيين بالعشرات ، أين ما يفعله أردوغان في العراق من تعطيش للعراقيين ، أين حقوق الإنسان من ليبيا وسوريا واليمن و.. .

هل تخيلوا أنهم عادوا لسابق عهدم وأن مصر ستعود ايضا لسابق عهدها ، وأنه من الممكن السماح بالتدخل مجدداً في الشأن المصري ؟ .. هم يحلمون بالطبع

توهموا ذلك لمجرد وصول بايدن لحكم أمريكا ، وإعادة عهد أوباما وهيلاري في تدخلهم في الشأن العربي أصحاب فكرة الدمار العربي ..

لا امريكا ستعود كسابق عهدها .. بل تلفت إلى مشاكلها الداخلية والسقوط المدوي لفكرة أمريكا الديقراطية عموماً أمام العالم ،

ولا مصر هي مصر التي كانت قبل حكم السيسي ..

 

السيسي وعد فأوفي وقام بتحصين مصر بخطوط حمراء هي خطوط من نار لمن تسول له نفسه العبث بمقدارت مصر وشعبها مرة ثانية ..

مصر الآن اقوى ، مصر الآن تسطيع حماية أمنها القومي إقتصاديا وسياسياً ،

السيسي يبني مصر الحديثة القوية ، وقريباً جداً وإن لم يكن من الآن سيعترف العالم كيف أصبحت وستكون مصر

 

تحيا مصر القوية بشعبها وجيشها ورئيسها عبدالفتاح السيسي

زر الذهاب إلى الأعلى