آراء

وسام الجمال يكتب : عائد من ارذل العمر

عمر الإنسان لايحسب بعدد السنوات بل يحسب بعدد ماعاشه من فرح وحزن فالعمر مجرد عدد نعده حتي يتوقف العد لتبدأ عمر جديد بلا موت.

الإنسان يبدأ حياته بضعف ثم قوة ثم ضعف والضعف الأخير يرسلك الي الضعف الأول والقوة من خلال ذكرياتك.

فمن منا لم يتذكر سنوات عمره الأولى وتمنى عودتها ومن منا لم يتذكر ارتواه من حنان الام والأب من منا لم يتذكر زملاء الطفوله والدراسه وأيام يتمنى عودتها لكنها لن تعود إلا في ذاكرته فإنه عائد من ارذل العمر.

كان هناك رجل عرفته وهو في سن السبعين من عمره واستمرت معرفتي به الي أن وصل إلى الخامسه والثمانين حتي توفاه الله خمسة عشر عاما عرفته فيهم كان رجلا فكاهيا ما من يومٍ رأيته حزينا على الرغم من ضيق ذات اليد وكان دائم النصح لي لكن كان هناك أوقات خاصه بعدما تخطي الثمانين من عمره يستمتع بأن يحكي لي عن نفسه لقد عشت حياته معه من خلال حكايته.

لقد عاد به الزمن الى أيام طفولته وكيف انه عاش مع اب وأم كانوا له كل شيء لكنه كان مدللا جدا ففشل في تعليمه وخرج مبكرا لسوق العمل وكان من الناس المرزقه زي مابيقولوا كسب فلوس كتير جدا علي الرغم من حداثة عمره ثم انتقل الى فترة الشباب التي عاش فيها أمتع سنوات عمره فلقد وهبه الله قوة جسمانيه رهيبه وشكلا مميزا واستمر في الحكي عن مغامراته في الشقاوة وشرب جميع انواع المكيفات حتي تزوج فعاد لرشده وهداه الله ورزقه الله بأربع أبناء لم يبخل عليهم بشيء واستمر حكيه الى أن أصيب بمرض منعه عن العمل وبدأ في حصد معاش من الدوله لم يكن يكفيه واستمر حياته يعمل في مهن خفيفه من أجل توفير لقمة العيش لأبنائه.

هذا الرجل عشت معه في زمنه ايام البيت الطين والشوارع التي لاتخلوا من البهائم حيث اننا كنا نعيش في بلد ريفي هذا الرجل جعلني انظر لحياتي بطريقه مختلفه فعودته من ارذل العمر جعلتني انتظر أن أعود أن قدر لي.الذكريات أجمل ما نملك بحلوها ومرها عيشوا بسعادة فليس للحياة اعاده.

زر الذهاب إلى الأعلى