المرأة

“بيئة عمل آمنة للصحفيات”.. إطلاق حملة الـ 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة

يُعد العنف ضد المرأة من أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارًا في العالم، ولكن لا يزال معظمه غير مبلغ عنه بسبب انعدام العقاب والصمت والإحساس بالفضيحة ووصمة العار المحيطة، ومحدودية القدرات والاستجابة لدى مقدمي الخدمات، بالإضافة إلى المخاوف بشأن سلامة وأمن الناجيات ومقدمي الخدمات. وتتعرض واحدة ﻣﻦ كل 3 ﻧﺴﺎء وﻓﺘﻴﺎت ﻟﻠﻌﻨﻒ الجسدي أو اﻟﺠﻨﺴﻲ خلال ﺣﻴﺎﺗﻬﻦ.

على المستوى المحلي؛ تعاني النساء في مصر من التمييز المهني والتفاوت الاقتصادي في الأجور على أساس النوع الاجتماعي، حيث تشير الإحصاءات الصادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي في عام 2019 إلى احتلال مصر المرتبة 134 من إجمالي 153 دولة شملها المؤشر العام لقياس الفجوة بين الرجال والنساء، ويشير التقرير إلى احتلال مصر المرتبة 140 في مؤشر الفرص الاقتصادية، حيث تمثل النساء 24.7% من القوى العاملة، 20% منهن يعملن بعقود جزئية، ويبلغ متوسط دخل الرجل (3.8) ضعف دخل المرأة في المتوسط. كما تعاني الصحفيات المصريات من التمييز المهني المرتبط بتعيينهن في وظائف مكتبية وحصرهم في مراكز مهنية محدودة بعيدًا عن المناصب القيادية في تدرج السلم الوظيفي، وتتزايد هذه المشكلات لدى الصحفيات غير النقابيات، إذ يعملن تحت ظروف عمل مُنهِكة دون وجود عقد عمل يضمن حقوقهن، خصوصًا الحقوق المرتبطة بإجازات الحمل والوضع وساعات إرضاع الطفل.

كذلك، تتعرض الصحفيات المصريات للعنف بجميع أشكاله داخل أماكن العمل وخارجها أثناء ممارسة مهامهن الميدانية؛ بداية من العنف اللفظي أو التحرش الجنسي، أو الاستغلال الجنسي، وتمتد إلى العنف الجسدي والجنسي في بعض الأحيان، حيث تشير دراسة أجرتها الشبكة العربية لدعم الإعلام “الصوت الحر” أن أغلب الصحفيات المصريات تعرضن للتحرش الجسدي أو اللفظي، وتشير دراسة أخرى إلى أن المصريات العاملات في مجال الإعلام أكثر عرضة للعنف من نظرائهن الرجال بنسبة 50.4%، في حين أن 58% منهن عرضة للعنف اللفظي و64% منهن عرضة للعنف الجسدي.

وبناءً على ما سبق؛ يُطلق المرصد المصري للصحافة والإعلام في مصر اليوم 25 نوفمبر 2020، حملة بعنوان “بيئة عمل آمنة للصحفيات”، وذلك تزامنًا مع حملة الـ 16 يوم لمناهضة العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي. وتعد هذه الحملة استمرارًا للأنشطة التي تقوم بها المؤسسة في ضوء برنامج العدالة الجندرية، وفي سبيل إنهاء العنف ضد النساء والفتيات عامة، والصحفيات المصريات بصورة خاصة.

تهدف هذه الحملة إلى رفع وعي الصحفيات بأنماط العنف والتمييز الذي تتعرض له الصحفيات أثناء ممارسة عملهن، وكيفية مواجهة ذلك قانونيًا. وتسليط الضوء على وقائع العنف التي تتعرض لها الصحفيات من أجل إظهارها للرأي العام وخلق وعي مجتمعي بها. كما تهدف الحملة إلى تشجيع الصحفيات على الحكي، وعدم السكوت عن حقهن عبر توفير مساحة تدوينية آمنة للصحفيات للتعبير عن ما يواجهونه من عنف داخل أماكن عملهن وخارجها. وأخيرًا، طرح لائحة لمكافحة التحرش داخل المؤسسات الصحفية والإعلامية، ودعوة هذه المؤسسات إلى تبنيها وتفعيلها.

تبدأ الحملة بالتزامن مع بداية الحملة العالمية (حملة الـ16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة) التي يجري إحياؤها سنويًا في جميع أنحاء العالم في 25 نوفمبر، بهدف مناهضة جميع أشكال العنف والتمييز ضد النساء في جميع أنحاء العالم. ولقد اختارت الهيئة العامة للأمم المتحدة موضوع هذا العام (2020) وهو “مولوا، واستجيبوا، وامنعوا، واجمعوا” شعارًا للحملة التي تبدأ يوم 25 نوفمبر -وهو اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة- وتنتهي يوم 10 ديسمبر -وهو اليوم العالمي لحقوق الإنسان-. وقد تم اختيار اللون البرتقالي “تعبيرًا عن الأمل فى الوصول إلى مستقبل أكثر إشراقًا وعالمًا خال من العنف ضد المرأة”.

و يؤكد المرصد المصري للصحافة والإعلام على أن وجود المرأة في مهنة الصحافة والإعلام متمتعة بكافة حقوقها القانونية والاقتصادية على قدم المساواة مع الرجال أمرًا أساسيًا وحتميًا في سبيل إنهاء العنف ضد النساء، وتوفير بيئة عمل آمنة وعادلة. ويدعو الصحفيات إلى المشاركة في الحملة وتكثيف الجهود لتحويل الرواية من إلقاء اللوم على الناجيات إلى ضمان مساءلة الجناة وتوفير تدابير وقائية حقيقية تحمي السيدات وتمكن الناجيات من التحدث بحرية دون ضغوط، والسعي بكافة الطرق القانونية لتحقيق العدالة.

زر الذهاب إلى الأعلى