آراء

محسن عليوة يكتب : الفساد والارهاب وجهان لعملة واحدة

قال الرئيس السيسى خلال افتتاح ” مشروع بشاير الخير 3″ ، أن “الفساد والتخريب فى الدولة أخطر من الإرهاب ، وهذا يُعد تحدياً كبيراً للدولة وأجهزتها ومؤسساتها حيث أن تقرير السيد الرئيس بأن الفساد أخطر على الدولة من الأرهاب يضع كل مسئول أمام مسئوليته فلا خلاف أن الأرهاب يُعد من أخطر التحديات التى تواجه عمليات البناء والتنمية المجتمعية حيث انه معرقل لكل تقدم وبناء فكانت الحرب عليه لإجتثاثه من جذوره وتلاحم جميع فئات الشعب جيشاً وشرطة وأفراد فى محاربة الارهاب بكل صوره .

ومحاربة الفساد تُعد تحدياً كبيراً فلا يعتقد البعض أن الفساد هو التربح بغير حق أو إهدار الأموال العامة أو الإختلاس فقط بل هناك صوراً متعددة للفساد تغلغلت فى كثير من نواحى حياتنا لا يتحملها المواطن بمفرده بل تتحملها الدولة بشكل مضاعف .

فالفساد يؤدى الى تدمير المجتمع وتخريبه وتبديد اقتصاده وإهدار موارده المالية وتضييع الفرص الإستثمارية .

وللفساد صوراً متعددة منها :
– إهدار المال العام عمداً ومثال ذلك استغلال موارد الدولة المخصصة للوظيفة العامة استغلالاً شخصياً دون مراعاة لتعاليم جميع الأديان السماوية ، فيستحلون كل شيئ فى مؤسساستهم لأغراضهم الشخصية .

– الإهمال والتقصير فى أداء العمل والذى يؤدى بدوره الى وقوع خسائر تصل لحد الكوارث .

– إضاعة أو سرقة وقت الوظيفة وتضييعه فى اللعب على الأجهزة أو التنقل داخل المنشأة من مكتب لمكتب أخر ، أو العمل لحساب جهات اخرى على الرغم من محاربتهم للحصول على المكافأت والمميزات التى يجب أن تُمنح للملتزمين .

– اقرار مكافآت بشكل عام لجميع عمال المنشأة فيجعل بذلك من يعمل بجد وإجتهاد كمن لا يعمل ، ألا يُعد ذلك قتلاً لروح الحماس والإبداع لدى المجتهدين .

– مخالفة قرارات الدولة والالتفاف حولها فمثلاً الدولة تحُد من التعيين فى قطاعاتها المختلفة لرؤيا اقتصادية نابعة عن قناعة متخذى القرار ، فتجد أن البعض من هؤلاء وفى اطار المجاملات يقومون بتعيين أبنائهم بل ويمنحونهم مزايا تخالف القوانين واللوائح ضاربين بها عرض الحائط … والأمثلة فى هذا أكثر من أن تُحصى .

– الواسطة والمحسوبية و الرشوة .

– الإحتكار بأنواعه من أشد وأخطر أمثلة الفساد و كذا إستغلال الأزمات التى تحيق بالوطن لتحقيق مكاسب شخصية .

والأمثلة عن صور الفساد كثيرة ومتعددة وأن من عاون أو تواطأ مع الفاسد هو شريك له فى فساده ، ولابد من حماية المجتمع من شر وظلم هؤلاء الفسدة حيث أن الفساد يُضّيع ويحرم المجتمع من تكافؤ الفرص ويعمل على تعكير الجو المجتمعى العام ويشجع على التمادى فى الاعتداء على المال العام وإهدار مقدرات الوطن وتعطيل عجلة التنمية لإصابة الكثيرين بالاحباط نتيجة ما يتميز به هؤلاء الفسدة .

فعدم تقديم الخدمة للمواطن نوع من انواع الفساد ، و ضغوط بعض المسئولين لتمييز أقاربهم نوع من أنواع الفساد ، الاعتداء على الكهرباء والمياه والطرق العامة والارصفة من أنواع الفساد ، عدم الإيمان والقناعة بأن الوطن للجميع و أن محاربة الفساد حق وواجب على كل فرد يعتبر نوع من أنواع الفساد .

فالفساد جريمة كبرى تستوجب القضاء عليها و هناك بعض الطرق لمعالجة أوجه الفساد والقضاء عليه ، منها على سبيل المثال ، تثقيف المواطنين والموظفين والعمل على زيادة الوعى والوازع الدينى والاخلاقى حول مفهوم و نتائج الفساد ، و تطبيق سيادة القانون بقوة وحزم وتطبيق مبدأ أن الجميع أمام القانون سواء .

و العمل على توقيف اولئك الذين يتكلمون بمبدأ ( أنت ما تعرفش أنا مين ) من التدخل فى حماية الفاسدين والمفسدين، و قيام الاعلام الوطنى مسموعاً كان أو مرئياً أو مقروءاً أو اليكترونياً لمواجهة الفساد من خلال البرامج والصحف والنشرات وتبصير المواطنين بحقوقهم وواجباتهم ، و تقوية ومناصرة الفكر المضاد للفساد بخطاب إعلامى مقنع من قبل الدولة .

والتصدى بكل حزم لأى ممارسات عكسية تؤدى الى زيادة معدلات الاحباط لدى أبناء الوطن من أولائك المفسدين فالفساد يُعد إرهاباً فكرياً ومعنوياً يقتل روح الحياة والامل والتفاؤل فى نفوس أبناء الوطن

بقلم : محسن عليوة أمين عام العمال بحزب حماة الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى