الدكتور عبدالله المصرى يكتب : إيمحوتب القرن العشرين و المخابرات الأمريكية

تمر اليوم الذكرى الرابعة عشر علي رحيل رائد العمارة الحديثة في مصر والعالم العربي الدكتور سيد كريم ( ١٦ فبراير ١٩١١- ١٨ يوليو ٢٠٠٥م) عالم المصريات الشهير ،وأول مهندس مصرى وعربي يعين مستشارا في تخطيط المدن بهيئة الأمم المتحدة ،وقام بتخطيط القاهرة في عهد الملك فاروق وبدأ بتخطيط ميدان التحرير واستطاع بهذا المشروع أن يحرر القاهرة من الإستعمار الإنجليزي بعد أن طرد الجنود الإنجليز من قشلاقاتهم في قصر النيل وبني مكانها جامعة الدول العربية ،وفندق هيلتون ووزارة الخارجية .

وخطط وأشرف الدكتور كريم علي بناء مدينة نصر بتكليف من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عن طريق صديقه الرئيس أنور السادات ( رحمه الله) ونفذت جميع مشاريع تخطيطه للقاهرة الكبرى وآخرها مترو الأنفاق والطريق الدائرى ولم يبق سوى المونوريل ( القطار الطائر) .

وتعدت أعماله مصر في جميع عواصم ومدن الدول العربية منها تخطيط مدن: أبوظبي أيام الشيخ شخبوط – جدة- الرياض – الجزائر العاصمة – بغداد الجديدة..الي اخره وهو أول من قام بتخطيط و توسعة الحرمين الشريفين في عهد صديقه الملك فيصل بن عبدالعزيز ( رحمه الله) ،كما خطط مدينة سانتياجو عاصمة شيلي بتكليف من الأمم المتحدة .

كما عشق الحضارة الفرعونية فخاص في أعماقها والف موسوعة ” لغز الحضارة الفرعونية ” في ثلاثين مجلدا ،واكتشف أن الذى بني الهرم الأكبر في مرحلته الأولي المهندس إيمحوتب وأثبت أن المصريين هم بناة الأهرام متطوعين حسبة لوجه الله دون أجر وليس اليهود كما يدعي أدعياؤهم .

وقرأ الدكتور كريم المتون المنقوشة علي جدران الهرم الأكبر وفيها كل الأحداث الكبيرة التي حدثت أو ستحدث في العالم مثل: الحرب العالمية الأولي والثانية،وحرب أكتوبر ومنها أحداث ١١سبتمبر ٢٠٠١م وقد أعلن عن حدوثها قبلها بثلاثة أيام في محاضرته بنادى الدبلوماسيين بوزارة الخارجية ، واكتشف أيضا أن المصريين القدماء هم بناة الكعبة الشريفة في إحدى مراحلها .

وتأثر الدكتور سيد كريم في حياته بالمهندس المعمارى المصرى القديم إيمحوتب وشاء القدر أن يُسمي باسمه ولهذا كان يناديه أستاذه الأثرى الكبير الدكتور سليم حسن ( ١٥أبريل ١٨٨٦- ٣٧ سبتمبر ١٩٦١م) إيمحوتب القرن العشرين ، ،فذات يوم اتصل به تليفونيا ورد عليه والده فقال له دكتور سليم : يا معالي الوزير ( إبراهيم باشا كريم وزير الأشغال والرى ومخطط اتفاقية نهر النيل عام ١٩٢٩م ) إديني إنك إيمحوتب .. فقال له الوزير : ابني إيمحوتب مين ؟! فقال: ابنك سيد كريم إنه إيمحوتب لأن ( إيم) تعني في اللغة الهيروغليفية الخادم بالنور أى ( سيد) و( حوتب) تعني المعطي المعطاء أى ( كريم) .

فاسم( سيد كريم ) تعني ( إيمحوتب ) كما أنه مهندس بني وخطط العديد من المدن و العواصم و طوع الخراسانة في البناء والتعمير والمهندس الفرعوني إيمحوتب طوع الحجر في البناء والعمارة فهو إيمحوتب القرن العشرين وضحك الوزير وناداه يا واد ياإيمحوتب تعال كلم أستاذك.

وبرحيل الدكتور سيد كريم هدأت المخابرات الأمريكية (C.I.A) واستراحت بعد ان كانت تطارده في الأيام الأخيرة من حياته لأنه صديق المعلم محمد بن لادن الذى تعرف عليه أثناء تخطيطه لمدينة جدة وشجعه لتكوين شركة مقاولات للبناء ،كما تتلمذ علي يد الدكتور سيد ابن المعلم محمد المهندس أسامة بن لادن ( زعيم تنظيم القاعدة ) وتعلم منه التخطيط الهندسي للعمارة .

ورغم انقطاع الصلة منذ زمن بعيد بين دكتور سيد وأسامة إلا أن أفراد المخابرات المركزية الأمريكية( سي أى ايه) كانوا يطاردون الدكتور سيد كريم ويتصلون به من حين لآخر كصحفيين لإجراء حوار صحفي معه ، وأثناء المكالمة يسألونه إزى صاحبك..وايه اخباره ..أخر مرة اتصل بيك امتي ؟؟!! يقصدون أسامة بن لادن تلميذه في الهندسة .

رحم الله الدكتور سيد كُريم ( حفيد الزعيم محمد كريم ) في ذكراه الرابعة عشر علي رحيله ..إيمحوتب القرن العشرين ..أبو المدن والعواصم العربية ..أبو بغداد الجديدة الذى بكي يوم سقوطها في ايدى القوات الأنجلوأمريكية ..أبو القاهرة الكبرى ومدينة نصر ..وليت اللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة يطلق اسمه علي شارع (١٢) بالمعادى الذى كان يسكن فيه ومازال فيه بيته أو أحد الشوارع الكبرى في القاهرة ،وليت الريس عبدالمنعم الجمل رئيس النقابة العامة للعاملين بالبناء والأخشاب أن يحتفل بذكراه أو نقابة المهندسين وهذا حقه عليهم .