عايدة محى الدين: الكوتة فرصة للكفاءات النسائية

كتبت شيماء أحمد
قالت عايدة محى الدين سكرتيرة المرأة العاملة والطفل باتحاد عمال مصر تُعد مشاركة المرأة في انتخابات مجلس النواب من الركائز الأساسية لترسيخ مبادئ المشاركة السياسية والمواطنة المتساوية. فالمرأة تمثل أكثر من نصف المجتمع، ومشاركتها الفاعلة في الحياة النيابية لا تقتصر على تحقيق المساواة الشكلية، بل تمتد إلى الإسهام في صنع القرار ووضع التشريعات التي تمس حياة الأسرة والمجتمع بشكل مباشر، وجود المرأة في البرلمان يعكس وعي الدولة بحقوقها ودورها، ويؤدي إلى تنوع في الرؤى داخل المؤسسة التشريعية، مما يُثري النقاش ويجعل القرارات أكثر شمولًا وعدلاً.
كما ان المرأة تمتلك خبرات حياتية ومهنية تجعلها أكثر قدرة على طرح حلول عملية لقضايا التعليم، الصحة، العمالة، وتمكين الشباب. ومشاركتها تخلق قدوة للأجيال القادمة وتُسهم في تغيير الصورة النمطية التي تربط القيادة السياسية بالرجال فقط. وبالتالي فإن دعم المرأة للترشح والمشاركة الانتخابية يعزز التنمية السياسية والاجتماعية معًا.
أما عن الصعوبات التي تواجهها المرأة في الانتخابات اكدت عايدة محى الدين انه رغم التطور الكبير في وعي المجتمع ودعم الدولة، ما زالت المرأة تواجه عدة تحديات، منها التحديات المجتمعية والثقافية فبعض الفئات لا تزال تتبنى نظرة تقليدية تقلل من قدرة المرأة على العمل العام أو القيادة، مما يحد من فرصها في الفوز، والتمويل والدعاية الانتخابية التى تتطلب إمكانات مالية وتنظيمية ضخمة، وغالبًا ما تكون موارد المرشحات أقل من منافسيهن الذكور، بالإضافة إلى الضغوط الأسرية والاجتماعية والتوفيق بين متطلبات الأسرة والعمل العام يفرض عبئًا مزدوجًا على المرأة. وايضا ضعف الدعم الإعلامي والسياسي فالإعلام أحيانًا لا يمنح المرأة نفس مساحة التغطية أو الاهتمام، ما يقلل من فرص وصولها للناخبين.
واضافت عايدة محى الدين تُعد الكوتة خطوة إيجابية وفعالة لضمان وجود المرأة داخل البرلمان، خصوصًا في المراحل الانتقالية التي تحتاج فيها الدولة إلى تصحيح الخلل التاريخي في تمثيلها ، الكوتة وفرت فرصًا لعدد كبير من الكفاءات النسائية لإثبات قدرتهن على الأداء السياسي والتشريعي، ونجحت العديد من النائبات في تقديم أداء متميز أسهم في تغيير الصورة الذهنية عن المرأة السياسية.
أما التعيينات، فهي تكمل هذا الدور من خلال إدخال خبرات متخصصة وكفاءات قد لا تدخل المعترك الانتخابي، لكنها تملك قدرات مؤثرة في التشريع أو الرقابة.
ومع ذلك، فإن الكوتة والتعيينات لا ينبغي أن تكونا الهدف النهائي، بل وسيلة مرحلية نحو تمكين المرأة من خوض الانتخابات على أساس الكفاءة والتنافس الحر، الهدف الحقيقي هو أن تصبح مشاركة المرأة في البرلمان نتاج قناعة مجتمعية ودعم سياسي ومؤسسي مستدام، وليس فقط نتيجة تخصيص مقاعد محددة.
فان تمكين المرأة سياسيًا لا يتحقق بالكوتة وحدها، بل يحتاج إلى استراتيجية شاملة تبدأ من التعليم والتنشئة، مرورًا بالتدريب السياسي وبناء القدرات، وصولًا إلى تعديل بعض القوانين التي تشجع المشاركة المتساوية، عندها فقط يمكن القول إن للمرأة تواجدًا قويًا ومستقلًا داخل البرلمان، يعبر عن إرادة حقيقية لا عن تمثيل رمزي.








