في نهاية القرن العشرين عقد مجموعة من المفكرين والمنظرين الأمريكيين سلسلة من المناظرات افضت الى ما يعرف بـ “مشروع القرن الأمريكي الجديد”، وهو المشروع الذي اعتمدته إدارات جورج بوش الابن ولاحقاً إدارات باراك أوباما.
حيث يعتبر هذا المشروع هو المفرزة التي أخرجت أفكار “مشروع الشرق الأوسط الكبير” و”الفوضى الخلاقة” واستخدام الثورات الملونة والحروب الاستباقية من اجل خدمة الاجندة الامريكية.
ومن ضمن ملامح استراتيجية الغرب في ظل هذا المشروع، هو مفهوم الإبادة الثقافية، وهو مصطلح ينتمي الى عالم الفلسفة السياسية ينص على ان إبادة أي شعب او امة من اجل الغزو والاستعمار لا يمكن ان يتم بالسلاح والقوة فحسب ولكن يجب هدم “الخصوصية الثقافية” ولغات واديان وثقافات وفكر وتنوع تلك المجتمعات حتى يسهل اختراقها وتصفيتها لاحقاً.
العقد والفتن والتطرف الطبقي والرياضى تزامن مع صعود التطرف الاسلامي فى المجتمع المصري، كلها ادوات تطرف بتخدم على بعضها البعض ونابعة من نفس قواميس الاسلام السياسي.
صحيح التطرف الشعبي استوطن هذا المجتمع، تطرف طبقي وطائفي ورياضي وانواع اخرى، ولكن هاشتاجات وترندات تويتر التى اشعلت جماهير الفريقين عبر المباراة على كام آفيه او فيديو تم الترويج لهم وهى مواد يسهل صناعة من اندس بين الناس لفعلها .
كلها امور توضح انه هنالك اصابع “تعبث” و”تتلاعب” بأى مشهد يمكن ان يزكي اى تطرف وفرقة بين اى اتنين مصريين حتى لو مجرد اتنين مصريين فعلاً فحسب.
وطبعا كلامي هذا لا ينفى اى تطرف او عنصرية او دفاع عن اى فعل يندرج تحت بند تلك المصطلحات ، انما من يعمل من كل ذلك ترند ويبرزه ويجعله يتصدر صفحات السوشيال الميديا؟ ممكن الامر يظهر عفوي على فيس بوك انما مفرزة المخابرات التى اسمها تويتر تظهر تلك الأمور.
فى النهاية.. ملف الرياضة محتاج معالجة اعلامية وحتى ثقافية وتربوية اكبر مما هو جاري حالياً.. وكل موبقات الملف دا حالياً تصب فى نخر الامن القومي والعيش الكريم المشترك.
الفريضة الغائبة حتى الان منذ 30 يونيو 2013 هو مشروع ثقافي وفكري للدولة من اجل التنوير وتصحيح المفاهيم، من اجل إزالة العدوان الاخواني واليساري على المرجعية العامة ومدونة السلوك العام والوعي الجمعي للأمة المصرية.
بدون هذا التحرك يظل الوعاء الفكري للمجتمع مليء بالأفكار المتطرفة اسلامياً ويسارياً بما يفيد عناصر المؤامرة على طول الخط وجماعات المؤامرة متى وجددت الفرصة ملائمة لتكرار اسكتشات الربيع العربي.
ان هذا المشروع المضاد هو من صميم الامن القومي، ولا يعتبر بديلاً عن الأوساط الثقافية او محالات البعض لدفع عجلة التنوير، ولكن لكل دولة في العالم مشروعها الثقافي و”مانفستو فكري” يصب في صالح عملية التنوير امام قوى الظلام كلاً في مجتمعه.