كثيرأ ما يتكرر إلی أسماعنا كلمة الذوق مثل فلان لديه ذوق عالي، أو يجب أن تكون ذوقاً، والذوق معناه الرقي والكرم والترفع في الحديث والصوت المنخفض و إختيار الألفاظ الراقية والإهتمام بالمظهر الخارجي والجوهر، وغيرها من السلوكيات الحميدة، وهو يعبر عن ثقافة الإنسان وتصرفه في الشارع و المنزل والمجتمع، المختصر أنه سلوك ثقافي.
نلاحظ قديماً وليس بقديماً كيف كان مجتمعنا راقي في هِنادمه و حديثه وفَنه و سلوكه وكانت العائلات الكبيرة
حريصة بشكل كبير علی تنمية هذا السلوك الراقي لدی الأبناء والأحفاد، بداية من طريقة الحوار والملبس وطريقة الطعام والجلوس والتعامل مع المجمتع.
أتذكر أنني عوقبت مرةً عند تقليب كوب الشاي لإنه لا يجب أن أُحدث صوتاً بالملعقة لإنه عيباً….
ما حدث لمجتمعنا هذه الأيام من تشوه للذوق العام والخاص كارثة مجتمعية وتشوه بصري و سمعي وثقافي
أنا أطلق عليه إغتيال الذوق، بالتأكيد هناك أسباب لهذا الإغتيال و هناك جُناة.
من أهم الأسباب هي الثقافة الأجنبية الطارئة التي إحتلت العقول، خاصةً الثقافة الأمريكية وبدلت القيم والمعايير إذ أنه لم يعد لدينا معاير أساساًالتي إحتلت مجتمعنا
وتهافت الناس عليها وعلی إقتناءها زاعمين أنها الحضارة
أما الجاني هو الفن الهابط والإعلام المتدني و الدول الغربية التي تعلم جيدا أن فساد الذوق العام هو بداية تدهور المجتمع و القضاء علی عاداته وتقاليده بالتالي ضياع
هويته، ونراه في تركيزهم علی فئة الشباب لإنهم هم مجتمع الغد، نری الشباب الأن يتفوهون بأي الفاظ ولا يستحون حتی طريقة ملابسهم هابطة تقلل من قيمتهم وهذه غاية العدو وحربه المبتكرة إهدار الذوق العام و دفن هويتنا، حتی أصبح أصحاب الذوق غرباء، ذكروني بالمدينة التي قطعوا أذن كل الأطفال فأصبح إذا دخل المدينة إنسان طبيعي له أذنين تنمروا عليه يالا العجب!!
أود أن أضيف ملحوظة صغيرة لكن عميقة هی : أن كلمة ذوق لها مصطلح فرنسي وهو فن الإتيكيت!!!!