آراء

د.فتحي حسين يكتب: انتساب الالكترونيين في نقابة الصحفيين

اختلف تماما مع نقيب الصحفيين خالد البلشي فيما صرح به بخصوص انضمام العاملين في المواقع الإلكترونية الي جدول الانتساب بالنقابة،ولعل قرب موعد انطلاق مؤتمر الصحفيين السادس سوف يحسم هذا الأمر بالرفض القاطع،لان هذا ببساطة سوف يفتح علي النقابة والمهنة أبواب جهنم كما يقولون وعواقب لا يحمد عقباها من وجهة نظري ونظر عدد كبير من أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين أيضا الذين يعانون من مشكلات متعددة داخل النقابة من أبرزها وجود أكثر من ألف صحفي بالصحف الحزبية والخاصة متعطل عن العمل ولا يجد شغل له ومعظمهم لهم أسر وعائلات ويعتمدون فقط علي بدل التكنولوجيا الهزيل كراتب لهم ،والامر الثاني ،تهديد الصحافة الورقية المطبوعة من قبل الإعلام الرقمي والصحافة الإلكترونية ومنصات السوشيال ميديا التي أصبحت تستحوذ علي قطاع عريض من الجمهور مما قلل اعلانات الصحف والتوزيع وهما اهم مصدرين للتمويل الصحف ،مما ادي الي اغلاق صحف وتقليل صفحات وتسريح صحفيين ، والنقابة لا تستطيع إجبار صاحب الجريدة والمالك علي اي شيء ،وتكتفي فقط بابقاء بدل التكنولوجيا للصحفي لحفظ ماء وجهه،فضلا عن ضيق هامش الحريات الصحفية ،وعدم القدرة علي إجبار الحكومة لتنفيذ قانون تداول المعلومات والذي يجعل المعلومات متاحة بين يدي الصحفيين والإعلاميين ،وهو ما يساعد علي ضرب الشائعات ودحرها في مقتل !

وأعتقد أنه لا سبيل نحو القضاء علي الشائعات والأخبار الكاذبة الا بالحرية الصحفية وإتاحة المعلومات ،والرهان علي الإعلام الوطني الحكومي في حالة عرضه للمعلومات والحقائق في وقتها دون حذف او حجب ،يجعل المواطنين يهربون الي القنوات الأخري المعادية للوطن ،لانها ببساطة تعرض الوجه الاخر من القضايا !

ومن الملفات المهملة أيضا في النقابة وكان أولي بالنقيب والمجلس مناقشتها ،ملف أصحاب المعاشات والمتقاعدين أو رواد المهنة الذي افنوا حياتهم لصالح المهنة لماذا لا يكون لهم صوت في الجمعية العمومية ولماذا لا تقيم لهم احتفالات من وقت لآخر ورحلات سياحية مخفضة من وقت لآخر ،ولماذا لا نهتم بزيادة المعاشات الصحفيين الي مبلغ يوازي البدل أو يفوقه بدرجات ،ولماذا لا يحتفظ الصحفي علي المعاش بالبدله بجانب المعاش حتي يتمكن من سد حاجاته من الأدوية والطعام والشراب والمسكن والالتزامات الأخري ،وهناك ملفات متنوعة والإسكان والعلاج والتدريب والغاء لجنة القيد الاستئنافية التي تعد الباب الخلفي لدخول النقابة لكل من يدفع اكثر من المال لصحف بير السلم !.. وملف اخري وهو التفاوض مع شركة جوجل للحصول علي جزء من عوائد الاعلانات المنشورة لأنها حق للصحفيين وهذه الاعلانات جاءت نتيجة جهد صحفي ،وهذا العائد يوجه للنقابة والصحفيين ،مع بدأ التكنولوجيا لزيادة دخل الصحفي وهي ملفات اهم من وجهة نظري من قضية غير ذات جدوي ينتظر النقيب ،باصرار غير مفهوم ،عرضها علي الجمعية العمومية الرافضة للأمر ،وهي قضية انضمام العاملين بالصحف والمواقع للنقابة في جدول الانتساب ،عندما قال إنه لن يتم فتح باب جدول الانضمام إلى جدول الانتساب في النقابة، قبل وضع لائحة الضوابط، واتخاذ الاجراءت القانونية لوضع اللائحة والموافقة عليها.!

وذلك عبر تفعيل القرار بنصه الذي ورد في القانون ثم وضع اللائحة وقواعد الانضمام للجدول. وهو ما لا يوفر مظلة نقابية لممارسي المهنة من هؤلاء العاملين، ولا حماية النقابة والمهنة من منتحلي الصفة، بالعكس وانما زيادة الضغط علي مهنة تحتاج إلي تنقيه جدول القيد بها اولا وإيقافه لمده ٥ سنوات علي الاقل ثم اعتماد دخول اصحاب الارشيف الورقي ولهم صحف متكودة بالنقابة وشرعية لها كادر صحفي وصحفيين أعضاء نقابة بالصحيفة حتي يتم قيد العاملين بها ..وغير هذا سنفتح الباب لكل من هب ودب ، لدخول النقابة ومن ثم إحداث شرخ في الجماعة الصحفية وحالة عدم استقرار ،خاصة مع احتمال مطالبة المنتسبين فيما بعد بحقهم في الانضمام للنقابة كمشتغلين بأزمات متتالية وربما تظاهرات داخل وخارج النقابة وربما تحدث اشياء اخري للمهنة تعجل بنهايتها وهو ما لا نتمناه علي الاطلاق !

زر الذهاب إلى الأعلى